واقع الإعلام العربي وتأثير على المجتمع

واقع الإعلام العربي وتأثير على المجتمع
واقع الإعلام العربي وتأثير على المجتمع
بسم الله الرحمن الرحيم
في ندوة (الوفاء) الثقافية :
الإعلامي الدكتور مالك إبراهيم الأحمد يحاضر عن : واقع الإعلام العربي وتأثير على المجتمع
الرياض : محمد شلال الحناحنة
ضمن نشاطاتها الثقافية الأسبوعية المتنوعة أقامت ندوة (الوفاء) في الرياض محاضرة بعنوان : ( واقع الإعلامي العربي وتأثيره على المجتمع) ألقاها الإعلامي المعروف الأستاذ الدكتور مالك إبراهيم الأحمد، وذلك مساء الأربعاء 20/2/1437هـ ، وقد أدار اللقاء الدكتور أحمد سيف الدين التركستاني، وحضرها كوكبة من الإعلاميين والمفكرين والمثقفين والعشرات من رواد الندوة ومتابعيها.
الإعلام العربي والتقليدية
بعد حمد الله والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، شكر الإعلامي الضيف الدكتور / مالك الأحمد عميد ندوة (الوفاء) فضيلة الشيخ أحمد محمد باجنيد وأبناءه على دعوتهم له في هذا اللقاء، كما أثنى على دور الندوة الثقافي والإعلامي في المجتمع، ثم أضاف : إعلامنا العربي ما زال تقليدياً، ومناطقياً (يعبر عن منطقته) وما زال في كثير من الأحيان تابعاً للدولة كما ارتبط بالجانب السياسي الذي يحكم، فالأنظمة السياسية الحاكمة في دولنا العربية لها تأثير كبير على الإعلام. ومن هنا لابد أن نعرض لإشكالية الانفجار الإعلامي الذي ما عدنا نستطيع ضبطه لا رسمياً ولا شعبياً، ومن إيجابيات هذا الانفجار أنه نوع الخيارات والتخصصات، بل أصبحت هناك امبراطوريات إعلامية حكومية، وأخرى أهلية، ولعلنا نجد هذا واضحاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذا جعل الإعلام يتطور سريعاً، وأضحت المنافسة شديدة جداً.
أنواع الإعلام في عالمنا العربي وصفاته
وأشار المحاضر الدكتور مالك إبراهيم الأحمد إلى أنواع الإعلام في عالمنا العربي وهو ثلاثة أنواع :
أ / إعلام حكومي.
ب / إعلام أهلي.
ج / إعلام وافد (بريطاني ــ روسي ــ أمريكي ــ صيني ... ).
أما من حيث المضمون فنجد ما يأتي :
أ / إعلام علماني ، ب / إعلام ديني هادف ج / إعلام تجاري . د/ إعلام مخلوط بين الديني والعلماني والتجاري.
وإذا تحدثنا عن الإعلام العربي في صفاته، فلابد من الإشارة إلى ما يأتي :
1-ضعف المهنية، فأغلب الذين يعملون في الإعلام ليسوا متخصصين وليسوا إعلاميين، بينما نجد في الغرب وجوب المهنية في ذلك فأصبح الإعلام لدينا مهنة من لا مهنة له.
2-الإعلام لدينا مسيس، وليس حراً، فهو تابع للسياسة وللسياسيين مما يزيده ضعفاً، وسطحية.
3-التقليدية وعدم مواكبة التطور.
4-افتقاد الإعلام المعرفي التثقيفي.
5-التركيز على الربحية والتجارية لا سيما في القنوات الأهلية.
6-إعلامنا العربي لا يعكس ثقافة مجتمعاتنا وقيمنا وأخلاقنا إلا القليل.
أما من حيث الأهداف فنجد :
أ / الإعلام السياسي الموجه لخدمة الدول والحكومات.
ب/ الإعلام التجاري.
ج / الإعلام الأيديولوجي.
د / الإعلام التوعوي وهو قليل .
أما لو نظرنا للإحصائيات فلدينا 1294 قناة فضائية باللغة العربية منها : (152) للأفلام والمسلسلات ، (170) للرياضة (95) قنوات دينية ، (86) إخبارية ، وكذلك نجد (1026) قناة عربية مجانية مفتوحة للجميع وغير مشفرة.
ونفتقد للإعلام التثقيفي الذي يقدم بطريقة جذابة وممتعة بينما نجد هذا في القنوات الأجنبية لا سيما الغربية.



التشريعات في الإعلام العربي
وتحدث الضيف الدكتور مالك الأحمد عن التشريعات في إعلامنا العربي، فقال : لدينا ميثاق في الإعلام رائع من حيث الجانب النظري لكن من المؤسف أن هذا الميثاق لا يطبق في الواقع فمن (يطبق) ومن (يرصد) ومن (يحاسب) الانحراف عن هذا الميثاق؟! ومن يصدق أن أمريكا فيها رقابة إعلامية أكثر مما عندنا لأن لديهم ضوابط مطبقة.
مظاهر مؤلمة من إعلامنا العربي

_

وتساءل الإعلامي الكبير الدكتور مالك الأحمد: هل يعكس إعلامنا العربي ديننا الإسلامي وقيمنا وثقافتنا ؟! والحقيقة أن قلة من
هذا الإعلام يعبر عن ديننا وقيمنا وثقافتنا!! فهناك كذب وتشويه لكثير من القيم وليس من برامج ثقافية جادة إلا القليل! بل هناك قنوات نعرفها جميعاً تبث على قمر (عربسات) يقوم عليها نفرٌ من الفاسدين والمفسدين! ويمكن إجمال هذه المظاهر المؤلمة الفاسدة بما يأتي.
1-نجد الكثير من الرسائل المسمومة التي يبثها إعلامنا العربي.
2-هناك قنوات رسمية حكومية تبث مسلسلات منحرفة في الأخلاق والعقيدة والفكر ومثال ذلك في الإعلام المصري فهو أشد وأنكى .. فمتى نصحو من غفلتنا ؟!.
3-ومن المؤلم كثيراً أن شاشات يديرها عرب تعمل على (تحبيب الزنا، والعري، واللباس الفاضح.. بالكلمات والحركات والصور بينما نرى أن هذا يمنع في التلفاز الأمريكي الرسمي.. وهذه مفارقة مفجعة!.
4-استهداف عرض أفلام الشذوذ الجنسي للمشاهدين العرب وكذلك المخدرات والخمور وتمجيد الصليب والكنيسة والتنصير والجريمة، بما يصادم ديننا وقيمنا مباشرة.
5-بعض المسلسلات التركية الغرامية تمنع في تركيا نفسها وتعرض في قنواتنا العربية، فأين نحن من هذا ؟!.
6-في إحدى المجلات التي تسوق في كثير من ساحاتنا العربية تمجد الخيانة الزوجية بمقالات عديدة.. فكيف يحدث هذا ؟! .
7-لا شك أن هناك قنوات فضائية ملتزمة وهادفة منها قناة هداية على سبيل المثال.. ولكن ما زالت تعاني مصاعب عديدة في انتشارها!.



أنداء الحوار
وكان لهذا اللقاء في ختامة الصدى الواسع من المداخلات والأسئلة والحوارات التي أجاب عنها المحاضر الدكتور مالك الأحمد ، فسأل الأستاذ عثمان العوض: كيف نقاوم الإعلام الأجنبي الدخيل ؟! وهل الإعلام المحافظ يواكب حقاً أهدافنا ومجتمعنا الإسلامي الملتزم ؟! وما أبرز كليات الإعلام .. وما دورها في إعلامنا العربي ؟!.
أما المدرب أشرف المهداوي فقد شكر الإعلامي الدكتور مالك الأحمد على رصده لإعلامنا العربي ومقاومته للإعلام الهابط الفاسد، فالإعلام له قوة عظيمة، وهناك حرب ضدنا في هذا المجال كما قال . ثم سأل لماذا لا نشكل فرقاً إعلامية للرصد والرد على هذه المهازل؟ ولم نترك الساحة للقنوات الفاسدة المفسدة ؟! ولم لا يكون لدينا مؤسسات إعلامية مقاومة لأن الله يزع بالسلطات ما لا يزع بالقرآن !! وليتنا نعد جدولاً لتوجهات القنوات ومن وراءها وملاكها ! وأخيراً ليتنا نستطيع إقامة دورة إعلامية في الوعي الإعلامي !!.
وأشار الأستاذ عبد الرحمن با سلم إلى أن (عربسات) لا تستطيع إلزام القنوات بالميثاق الإعلامي العربي، والحق أن الميثاق الإعلامي رائع جداً لكنه لا يطبق، وبالنسبة للقنوات الإسلامية الهادفة فهي تعاني من الشح المادي مما يؤثر على برامجها وانتشارها.
وقال الأستاذ صالح محمد البطيش: عندما نتحدث عن الإعلام العربي.. فإننا نتحدث عن ثقافة مجتمع ! ثم أليس الفاسدون والمفسدون هم منا ومن مجتمعاتنا ... فما دورنا في مقاومة ذلك؟!
وعبر الأديب شمس الدين درمش عن إعجابه بالإعلامي الدكتور مالك الأحمد، وبمحاضرته ، لأنه وصف لنا الداء والدواء.
وقال الإعلامي محمد علي جابر رئيس الشبكة الإلكترونية الألوكة، إن الإعلام مرسل ومتلق ورسالة.. والمخرج يقدم ما يريده الجمهور، ونتمنى أن نكون كلنا الإعلامي الدكتور مالك الأحمد في مقاومته للإعلام الفاسد، والسؤال : لماذا لا نقاطع القنوات الفاسدة ؟! وتحدث الدكتور يحيى أبو الخير قائلاً : هناك لوائح وتشريعات رائعة لضبط إعلامنا ! ولكن أين التنفيذ ؟! أما الإعلام الجديد فله دور كبير في حياتنا وواقعنا اليوم لكن هناك خلل وفقد وانقطاع في فهم العلاقة بين الإعلام والمتلقي!.






التصنيفات