أقامت ندوة الوفاء بمنزل عميدها الشيخ أحمد محمد باجنيد يوم الأربعاء 4-8-1437هـ الموفق 11-5-2016م أمسية بعنوان: المستقبل الإسلامي... مبشرات ومعوقات للشيخ علي بن عمر بادحدح عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ونائب الأمين العام لمنظمة النصرة العالمية؟.
التقديم: الدكتور عبدالله بن صالح العريني:
رحب بالحضور الكرام في هذه الندوات التي تزداد جمالاً ورفعة بهذا الحضور الذي هو شاهد بهذا النجاح والتوفيق لهذه الصالون الأدبي المميز.
وكتقدمة لموضوع المحاضرة استشهد المقدم بمقولة للدكتور عبدالله اليحيى الذي اختزل موقف الآخر من الإسلام حيث يقول عنهم: إن حجزوه اشتد وإن تركوه امتد.
فالإسلام اليوم هو الدين الأكثر انتشاراً والذي يتحرك تلقائياً رغم ضعف أهله وقلة حيلتهم فهم اليوم ربع أهل الأرض وغدا نصف أهل الجنة.
ثم عرف بالمحاضر الكريم مهنئاً له بالتوفيق في اختياره هذا الموضوع الهام.
المحاضرة :
بعد حمد الله والصلاة على رسوله، وشكر عميد الندوة، بدأ المحاضر الكريم حديثه:
لماذا نتحدث عن هذا الموضوع ؟ لأننا نريد أن نلغي القتامة التي تسربت إلى النفوس والمؤمن لا ييأس، ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، والتفاؤل هو هدي قرآني ونبوي.
منطلقات الحديث عن هذا الموضوع:
-من خلال النصوص الشرعية المبشرة.
-استلهام العبر من التاريخ.
-مؤشرات الواقع للإسلام والمسلمين.
ركائز المبشرات :
1-الوعد الرباني الحق.
2-السنن الربانية الماضية التي لا تتخلف ولا تتبدل.
3-الوقائع التاريخية وانتصاراته.
4-شواهد الواقع المعاصر
5-عوامل النهضة المتوفرة والمتكاملة بين أيدينا.
الوعد الرباني:
( وعد الله الذين آمنو وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خلفهم أمنناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً)
فلابد أن يكون اليقين جازم بهذه الآية ولا يتطرق لها شك.
(ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون)
(إن الله لا يصلح عمل المفسدين)، ويكاد يرى الإنسان ذلك، رغم كل الكيد والقوة
(ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار فلا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا وأدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل)
السنن الربانية :
ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً
كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن
إن تنصروا الله ينصركم
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
الوقائع التاريخية الشاهدة:
معركة بدر: كيف سار الرسول صلى الله عليه وسلم لملاقات المشركين وهم اضعافهم في العدد والعدة، والرسول يري الصحابة مصارع القوم.
حروب المرتدين: أبو بكر يسير أحد عشر جيشا لمحاربة المرتدين، ويقف أبو بكر صامداً حين جاءه عمر يشير عليه بان يتألف الناس فيقول (والله لو منعوني عقال بعير كانوا يأدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه).
وفي تسعة أشهر فقط انتهت تلك الحروب بعودة الجزيرة للإسلام، وتنطلق الجيوش لفتح فارس والروم.
الحروب الصليبية: جندت النصرانية كل قواها، ودخلوا بيت المقدس قتلوا في صحن المسجد سبعين ألف نفس وخاضت الخيول في دماء المسلمين، ثم ينتصر صلاح الدين بعد ثلاثة وتسعين سنة.
ماذا عمل صلاح الدين:
-الإصلاح العقدي وإزالة دولة الرفض.
-نشر التعليم ومحاربة الجهل.
-التوحيد السياسي لبلاد مصر والشام.
وكان الانتصار في حطين كنتيجة حتمية لهذه المقدمات.
صفحة سقوط بغداد وانتصار عين جالوت:
وذلك سنة 656هـ، ومن أسباب الهزيمة جنود المسلمين من الذلة والقلة يسألون الناس عند أبواب المساجد، وابن العلقمي الرافضي يراسل هولاكو التتري ويشجعه لدخول بغداد.
قتل في سقوط بغداد ثمانمئة ألف وقيل مليون وثمنمئة ألف حتى قال ابن الأثير كيف يكتب المرء نعي الإسلام بقلمه. وبعد سنتين فقط ينتصر المسلمون في عين جالوت، والانتصار الأعظم كان بأن دخل التتار في الإسلام ليصبحوا جنودا يدافعون عن الإسلام.
الانتصارات المعاصرة :
-ثبات الناس على مبادئهم، ومع محنة حلب هذه الأيام نجد الناس صامدين.
-عدد المسلمين يزيد فالإسلام هو الدين الأول انتشارا وتؤكد ذلك الإحصائيات.
-المسلمون هم أحسن الأمم صلة بدينهم.
-اليقظة والوعي والالتزام بالإسلام، ويزداد ذلك مع المحن.
-الإقرار والشهادة من أعداء الإسلام.
oالمطالبة بالفصل بين الذكور والإناث في التعليم من بعض الغربين.
oالمطالبة بمبادئ الإسلام لحل الأزمات المالية.
-قام احدهم بالبحث في قوقل، فوجد أن البحث عن الإسلام 6 أضعاف البحث عن الأديان الأخرى.
-وأكثر البحث هو عن المرأة في الإسلام، ونحن نعرف التشويه الكبير لهذا الموضوع ومع تذلك تدل معم الإحصائيات بأن أكثر الداخلين في الإسلام هم من النساء.
-قرقيزيا: عندما سقطت الشيوعية كان باقي فيها 65 مسجد، والآن ألفين مسجد.
-مشاهد صلاة العيد في موسكو
-ركن الحوار هو جهد لجهة واحدة محدودة في احد المكاتب الدعوية بالمنطقة الشرقية، يذكر أنه يسلم أربعة آلاف كل شهر .
ستة عناصر لشحن الطاقة لاستئناف القوة للمسلمين:
1-الكتاب المحفوظ.
2-الرسول المعصوم.
3-الخلافة الراشدة.
4-القرون المفضلة.
5-الطائفة المنصورة.
6-التجديد المستمر.
معالم المعوقات:
1-الجهل والانحراف.
2-الاختلاف والتنازع.
3-الاختراق والانبهار: فهناك من أبنائنا من يعظم أعدائنا ويستعدي أعدائنا علينا.
4-المحادة والمجاهرة: اليوم المعاصي معلنة على الشاشات والدعايات، وبعض بلاد المسلمين أشهر منتجاتها الخمر الأحمر الذي يصدر لأوروبا. وهناك من يتعرض لأيات القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم.
5-التخلف والضعف: تخلفنا في التعليم، فبلدين صغيرين سكانهما 5 مليون وهما سنغفورا وفلندا وهما من أعلى البلاد تعليماً ودخلاً للفرد.
6-الفساد والاستبداد.
للانطلاق والعمل:
-بناء الفرد روح وعقل وجسم.
-مكونات المجتمع الأسرة والمسجد.
-قيم الدولة عدالة وشورى وكرامة.
-العناية بالعلم والتنمية.
ثم ختم بالبداية بقوله تعالى: (يريدون ليطفوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون، ولا تهنو ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)
الحوار :
المهندس/ محمد باجنيد ألقى كلمة أسرة الندوة شاكراً فيها الدكتور المحاضر ومدير الجلسة والأخوة الحضور وأعضاء اللجنة الاستشارية للندوة من الأساتذة الفضلاء
ثم استشهد بمقولة الرئيس المسلم المجاهد علي عزت بيغوفيتش الذي ذكر معادلة المسلم وموقفه من التغيير المطلوب لرسم المستقبل الإسلامي الذي بشر به الدكتور المحاضر، فيقول رحمه الله: (أن المسلم بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن يغير العالم وإما أن يستسلم للتغير).
ثم توجه بسؤال للمحاضر: عما يواجه العاملين للإسلام من دعاة وحركات ودعوات من محن وتضييق وضربات، هل هي مؤشر على صحة الطريق وسلامة المنهج واقتراب النصر، أم هي نتيجة أخطاء وثمرة تخبط وعودة للوراء.
الشيخ محمد أحمد بافضل: عبر عن شكره للمحاضر والقائمين على الندوة، مستشهداً ببعض الآيات.
يقول سبحانه:(وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منكم ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً).
الأستاذ عل شمسان:
المحاضرة تحدثت عن المبشرات والقليل من المعوقات.
وفي قراءاتي عن الإسلام والمسيحية نجد أن مفكري الغرب يحاولون إخفاء حقائق عن محاسن الإسلام، واستشهد بعدد من النقولات عن بعض المفكرين الغربين :
يقول غوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب: الإسلام هو أكثر الديانات ملائمة لاكتشافات العلم وأعظمها تهذيباً للنفوس وحملاً على العدل والإحسان.
كوفر: اكثر عصور الإسلام ازدهاراً هي فترات قوته السياسية.
والأن الغرب يعمل على محاربة الإسلام وشيطنة المسلمين باسم الإرهاب.
وفي مداخلة للأستاذ الدكتور يحيى أبو الخير: المجتمعات التي تناوئ الحق تموت
والله وعد بحفظ القرآن وهذا الوعد يتضمن حفظ الإسلام.
- انتشر الإسلام في معظم أنحاء العالم دون إكراه، وذكر عدد من الاحصائيات التي تؤكد ذلك من انتشار الإسلام في دول ديمقراطية وغربية في هذه السنوات.
- لدينا اليوم مبشرات جديدة وهي هذه التقنيات الكثيرة التي فتحت الأبواب على العالم، ليطلع الناس على الإسلام، وليصل صوت الدعاة إلى أفاق واسعة.
- السبق العلمي للقرآن الكريم في الاخبار عن الكثير من الحقائق العلمية التي هي مدعاة للدخول في الإسلام.
أما المعوقات فهي للمسلمين، أما الإسلام فلا يستطيع أحد أن يعوقه. وللأسف سلوك المسلمين هو من أشد هذه المعوقات.
الشيخ أحمد المعلم:
هناك حقيقتان:
أولاً: لا تحصل هزيمة أو انكسار أو نكبة كبرى من التي مرت في تاريخ الإسلام، إلا وهي مصاحبة بتفرق ونزاع وخلاف بين المسلمين، وفي المقابل لا يأت النصر إلا بعد عمل كبير لجمع كلمة المسلمين، ويشهد لذلك أحداث تاريخية كثيرة مثل ما حصل أيام نور الدين زنكي وصلاح الدين.
ثانياً: تقترن الهزائم بهدم أصل الولاء والبراء وشاهد ذلك ما حصل من ملوك الطوائف بالأندلس.
الدكتور عارف العدني أستاذ الفقه وأصوله بجامعة عدن:
يقول بأنه يجب أن نعيش التفاؤل حتى ننطلق للعمل لهذا الدين، واستشهد بعدد من الأحاديث الصحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم التي بشرت بانتصار الإسلام وبفتحه أصقاع الأرض، ومنها ما رواه الإمام أبو يعلى والإمام أحمد عن ابن عباس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج من عدن أبين إثنا عشر ألفاً ينصرون الله ورسوله، هم خير ما بيني وبينهم)
الأستاذ/ عبدالرحمن باسلم:
أدعوا أن نكون موضوعيين، وأن نركز على العمل متجاوزين الجعجعة الإعلامية والخلافات الفقهية.
وأدعو إلى تبني منهج فضيلة الدكتور عبدالرحمن السميط رحمه الله، فهو بنى الجامعات وحفر الآبار، فكان له دور في إسلام احد عشر مليون إنسان.
ولو كل واحد منا خرج من هذه الندوة وانطلق في مشروع عملي فوجه جهده نحو بلد ما أو لأهله وأقربائه لرأينا نتائج عظيمة.
الأستاذ أحمد مشهور:
بدأ حديثة بأن سلوكيات المسلمين اشد عوامل تخلفهم، وللأسف هناك غياب للقدوة الصالحة، والله سبحانه يقول: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )