القراءة المثمرة كيف ننميها

القراءة المثمرة كيف ننميها
القراءة المثمرة كيف ننميها
 كيف تكون قراءتنا مثمرة ؟:


 
بسم الله الرحمن الرحيم 
في ندوة " الوفاء " الثقافية : 
الأديب الدكتور / محمود عمَّار  يدير لقاءً بعنوان :  
(( كيف نستثمـــر القـــراءة  )) ؟! 
الرياض : محمد شلاّل الحناحنة
أقامت ندوة " الوفاء " الثقافية في الرياض ضمن أمسياتها الأسبوعية المتجددة لقاءً مفتوحاً لروادها وجمهورها بعنوان : (( القراءة المثمرة كيف ننميها )) ؟!  وذلك مساء الأربعاء 20/11/1432هـ ، وقد أدار اللقاء الأديب الدكتور محمود عمَّار   الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وحضره كوكبة من المفكرين والإعلاميين والمثقفين من محبّي الندوة وروادها . 

تســــاؤلات

بداية شكر الأديب الدكتور / محمود عمَّار  عميد الندوة فضيلة الشيخ أحمد باجنيد على إتاحة هذه الفرصة للتعبير عن هموم المثقفين ، وما يشغلهم ، ثم استعرض أهمية القراءة ، ولمحات من قراءات السابقين واللاحقين ، ومنهم العقاد الذي مات وهو يقرأ .... 
وطرح الدكتور محمود عمَّار   بعض الأسئلة التي لابد من الإجابة عنها كما قال ، ومنها : ماذا نعني بالقراءة المثمرة ؟! وما وسائل تنمية هذه القراءة ؟! وما دورنا في تعليم أطفالنا القراءة ؟ وهل مكتباتنا هي حقاً للقراءة ؟ وهل تحقق معارضنا ما نريده للقراءة ؟ وما دور الإعلام في تشجيع القراءة ؟!
 


هل نحن أمة لا تقــرأ ؟!

وتساءل الدكتور عبدالقدوس أبو صالح رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية في مداخلته : هل نحن أمة لا تقرأ حقاً مع أننا أمة ( اقرأ ) ؟! ثم أضاف لقد علَّق وزير دفاع العدو اليهودي على حرب حزيران عام 1967م التي وقعت بين العرب واليهود قائلاً : إن العرب لا يقرؤون ، ويعني أنهم لا يأخذون العبرة من الأحداث والتاريخ ، ثم قال أذكر أنني كنت بين طلابي في أحد الفصول الجامعية ... وسألتهم عن القراءة ، فأجاب أحد الطلاب أنه لم يقرأ في حياته سوى الكتب المدرسية . 
فقلت أظن أنك لن تتخرج من الجامعة ، وفعلاً لم يتخرج ، ومن المؤلم أيها الإخوة أن رواية أمريكية واحدة تجني عشرة ملايين دولار ، وتوزع بملايين النسخ ، بينما توزيع الكتب لدينا لا يقارن بما لديهم ... فلماذا يحدث هذا ؟!  
أليست القراءة الحقيقية المثمرة الجادة تعبر عن رقيّ حضاري ؟! 
ثم أضاف الدكتور عبدالقدوس أبو صالح قائلاً : 
ومن البدهي أن الإقبال على القراءة عادة تنشأ منذ الصغر بتشجيع البيت والمدرسة ، وما أروع جعل مكتبة خاصة في كل بيت ، والمثل الألماني يقول : بيتٌ بلا مكتبة جسدٌ بلا روح ! ، وحبذا للآباء عقد جلسة للقراءة في بيوتهم ، وتوفير الكتب الجاذبة للقراءة ، وإقامة المسابقات . وعلّق مدير اللقاء الدكتور محمود عمار بأن العبرة ليست بكثرة الكتب التي نقرؤها ... ولكن العبرة بالفهم لما نقرأ ... أي تكون قراءتنا مثمرة مفيدة .

( اقرأ باسم ربّك الذي خلق ) 

أما الشيخ محمد بافضل فأشار إلى أن اختيار موضوع القراءة مهم فأوّل ما نزل من القرآن الكريم على رسولنا صلى الله عليه وسلم : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) والسؤال : كيف نجعل الناس يحبون القراءة ... ؟ وأنا أقول : اقرأ وتعلم دينك وعقيدتك ، وأعظم قراءة بل تلاوة هي تلاوة القرآن الكريم على الإطلاق ، فأين نحن من مداومة هذه التلاوة ؟! 
وتحدث الدكتور عبدالله الكاف مشيراً إلى أن القراءة تكون أحيانا لبناء الفكر وصقل الأساليب ، وقراءة الأدب تختلف عن قراءة علوم الاجتماع ، أو علوم الاقتصاد ، أو السياسة أو علوم النفس ... وما أجمل أن نسأل : ماذا نقرأ ؟ وكيف نقرأ ؟! 
ووقف الإعلامي الدكتور عائض الردادي عند نقطتين في هذا الشأن : 
الأولى : هي مقولة " موشي ديان " وهو يقصد تحطيم معنويات العرب حين قال إن العرب لا يقرؤون ... ولعله يعني الأحداث والتاريخ ... وإن صدقت هذه المقولة في زمن محدد فهي لا تصدق في أزمنة أخرى .. 
والنقطة الثانية هي الكنوز الضائعة التي وردت في أحد مقالات " طه حسين " .. ويعني بها الكتب التي نعرض عنها ، وفي هذا يقول : ما بال أدبنا لا ينمو ... ؟ فلو أقبل الناس على هذه الكنوز لأغراهم ذلك أن يضيفوا الكثير لهذه الكنوز ، أعرف قوماً يؤثرون أن يقرأوا على أن يطعموا . 
وأورد الشاعر جبران سحاري عدة شروط للقراءة النافعة مثل اصطحاب القلم لتسجيل بعض العناصر ، والحرص على القراءة بالطبعات الجديدة ، وقراءة الفهرس والمقدمة ، كما استعرض سيرة بعض السلف في قراءاتهم ومؤلفاتهم ، وقال الدكتور خالد بواردي القراءة تربية ... وأولها مشقة ... وآخرها لذّة .. ولكل مثقف في حياته مراحل في القراءة يمكن أن يستثمرها . وللشيخ عبدالكريم بكّار كتاب : ( القراءة المثمرة ) أنصح بقراءته . 
وقال الأستاذ إبراهيم نمر عبدالهف : الأفضل أن نقرأ ما وصل إليه العلم . ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) . 
علينا أن نكون قدوة حسنة في معاملاتنا .. ثم سأل لماذا لا يكون اختيار الناس وتوظيفهم بسؤالهم عن آخر كتاب قرؤوه . 
أما المهندس أسامة الفرّا فقال : لقد فوجئت في أحد المساجد في حلقة (التحفيظ) بأن جميع تلاميذ الحلقة لا يعرفون القراءة ، ثم طبقت عليهم القاعدة البغدادية ولأكثر من شهر فأصبحوا يجيدون القراءة تماماً . 
وتحدث الأستاذ إبراهيم الريمي عن أهمية الخرائط الذهنية في تلخيص الكتاب في القراءة المفيدة النافعة ، وكذلك علينا حث الشباب وتحفيزهم على نقاش موضوع قراءتهم للانتفاع بها وفهمها . وأشار المهندس محمد أحمد باجنيد إلى سروره بهذا التجديد في هذه الأمسية الناجحة التي شارك فيها الجميع واستوعبت كثيراً من العناصر المهمة لتكون القراءة مفيدة . 
أما تلاوة القرآن الكريم فهي عبادة ، وسأل الأستاذ حمد النهدي : لماذا نهضم السابقين من المؤلفين حقهم في التواصل معهم ، ومع كتبهم ؟ 
وأخيراً ، شكر الشيخ أحمد باجنيد مدير هذا اللقاء الدكتور محمود عمار ، وكافة الحضور في تواصلهم ومشاركتهم ، وقال : أعادتني هذه الليلة في حواراتها ومشاركات الجميع بما كان يحدث في ندوة الشيخ عبدالعزيز الرفاعي ... وندوة الليلة لها طعم خاص ، ثم سأل الله القبول والأجر . 
 


نبــض القــــوافي

وفي الختام أصغى الجميع لقصيدتين عبرتا عن أشجان الوطن العربي ، وهموم الأمة. 
الأولى بعنوان ( العيد مُرٌّ ) للشاعر الكبير فيصل الحجي الذي حلق فينا في فضاءات موجعة في سوريا الألم والحلم ، والدماء النازفة : 
يا عيد من يرعى السجين تذيقه    زنزانة قصص العذاب فريدا 
يا عيد من يرعى الجريح وقد جرى دمه وما سَدَّ الدمـاء وريدا

وقد جاءت القصيدة الثانية للشاعر جميل كنعاني بعنوان ( الربيع العربي ) والذي شدا لمصر وفلسطين وسوريا وتونس وليبيا واليمن مستثمراً الأحداث هناك . 
وقد وجد هذا النبض للشاعرين تواصلاً من الجمهور . 

التصنيفات