نبذة عن الندوة

ندوة الوفاء هو الاسم الذي عرفت به مؤخراً  التي يستضيفها رجل الأعمال الشيخ أحمد محمد باجنيد في منزله بمدينة الرياض ، وهي امتداد ووفاء للندوة الرفاعية ، أقدم الندوات في هذه البلاد والتي أسسها  الأديب الكبير الشيخ عبد العزيز الرفاعي رحمة الله .
والندوة تعقد أسبوعيا في منزل عميدها الشيخ احمد  محمد باجنيد بحي الاندلس بمدينة الرياض ، مساء يوم الاربعاء بعد صلاة العشاء مباشرة، وتتوقف أيام الاختبارات والإجازات .

نشأة الندوة وبداياتها
 
عن بداية الندوة يتحدث مؤسسها الشيخ عبدالعزيز الرفاعي رحمه الله فيقول : ( كان لنا -اعني مجموعة من هواة الأدب والأدباء - في صدر الشباب لقاء أسبوعي في دار أحدنا بالتناوب وكان يحضره أدباء وشيوخ وشباب ،وكانت تتم فيه قراءات أدبية وكان ذلك في مكة ، وكان يحضره من الأدباء المشهورين الأستاذ محمد سعيد العامودي ، ومن أدباء الشباب أيامها الأستاذ محمد أحمد جمال  ).
وأما  بداية الندوة في الرياض فقد كان ذلك عام 1382هـ في دار الأستاذ عبدالعزيز الرفاعي في الملز في حي البحر الأحمر ، حيث خصص الشيخ الرفاعي يوم الخميس لاستقبال أصدقائه ومعارفه ، وكان يتردد عليه عدد من الشعراء والأدباء ، وعن ذكر أوائل من كان يتردد على الشيخ الرفاعي يقول رحمه الله : ( كان من بين زواري الأدباء والشعراء وكان من بينهم الأستاذ الشاعر ماجد الحسيني وهو من أوائل رواد هذه الجلسة والأستاذ عبد الرحمن المعمر والدكتور احمد خالد البدلي والأستاذ علي العمير والأستاذ علي بخش والأستاذ السيد علي فدعق والأستاذ احمد عمر عباس رحمة الله والأستاذ احمد باشماخ والأستاذ الشاعر الكبير أنور العطار ولا أريد ان اعدد الأسماء فذلك صعب بالنسبة لذاكرتي  كما انه محرج ولكنني ذكرت هذه الأسماء على سبيل المثال لا الحصر وهو ما تبادر منها إلى ذهني الآن .انتهى كلام الرفاعي

يقول الدكتور عايض الردادي عن ندوة الأستاذ الرفاعي: عرفت الندوة اول ما عرفتها عام 1392هـ عندما كان مقرها بشارع جرير بالرياض ثم انتقلت إلى الدار التي بها الآن    ( دار الرفاعي للنشر بالملز ) ثم انتقلت في عام 1403 هـ تقريبا إلى حي الروضة بالرياض.
وكان الرفاعي من تواضعه رحمه الله ، يصر في كل اللقاءات التي أجريت معه صحفياً وإذاعياً على عدم تسميتها ندوة فيقول في أحد تلك اللقاءات :(إنها جلسة او ديوانية كسائر مثيلاتها في الرياض أو غيرها من المدن ، وهي جلسة عفوية ليست مرتبة ، كما أنها ليست مستوحاة من أية جلسة سابقة في العالم العربي ). ويقول في لقاء آخر : ( والأمر الذي لم يختلف عبر عشرين سنة مضت من عمر هذه الجلسة التي لا اسميها ندوة إطلاقا هو أنها لا تزال جلسة عفوية كأي جلسة أخوية في أي بيت ، ولا تختلف إلا حين يدور فيها الحديث عن الأدب والفكر او الشعر ، عندئذ فقط يتحول حوارها الى حوار فكري او فني وآلا تظل جلسة عادية تماماً، إنها جلسة عفوية لا يخطط لها ولا ينسق ، وطابعها هذا محبب لدي ، أما التخطيط والتنسيق فمن شأن النوادي الأدبية الرسمية ، وهي الآن كثر ).
على أي حال تعارف روادها على تسميتها ندوة وهي كذلك وقد حضرها فضلاء الرجال ، وفي ذلك يقول الدكتور عايض الردادي في كتابه ندوة الرفاعي :( أما رواد الندوة فما أكثرهم ، وما أصعب ان اذكرهم ولكنني سأذكر منهم من خطر بالذاكرة ولاشك أن من لم يذكروا هم الآكثرون ، وبخاصة  الزوار وسأكتفي في الأسماء التي سأسردها بالاسم مع الاحتفاظ بالألقاب والصفات والوظيفية أو الاجتماعية أو الأكاديمية أو غيرها ، معتمدا في الترتيب على الذاكرة:   حمد االجاسر ، أبو الحسن الندوي ، الشاعر القروي ، عمر البهاء الآميري ، عبدالعزيز السالم ، تركي بن خالد السديري ، محمد عبده يماني ، محمد أسد ، أحمد الحضراني ، عبدالرحمن بن يحيى حميد الدين ، الحاج أمين الحسيني ، حسن خالد (مفتي لبنان) ، محمد محمد حسين ،علي عبد الواحد وافي ،أحمد عبد الغفور عطار ، شوقي ضيف ، مصطفى الزرقاء ، بدوي طبانة  ، عبد القوس أبو صالح ، يوسف عز الدين ،أنور العطار ، عبدالله  العلايلي ، أحمد بن علي المبارك ، أحمد الشامي ، أحمد شرف الدين ، محمود سفر ، راشد  المبارك ، عبدالله بلخير ، ماجد الحسيني ، عامر العقاد ، محمد علي الهاشمي ، إبراهيم الحضراني ،هير السباعي ، معروف الدواليبي ، محمد عبدالمنعم خفاجي ، إبراهيم الوزير ،يحي المعلمي ،محمد علي السنوسي ،عزيز ضياء ،علي فدعق ،محمد بن سعد بن حسين ،أحمد عمر عباس ، أحمد باشماخ ،عبد الرحمن فيصل المعمر ،عبدالعزيز خوجة ،أحمد البراء الأميري ،عبد الله بامقدم ،أحمد باعطب ،أحمد البدلي ،رفيق النتشه ، علي الخضيري ،عبد العزيز الثنيان ،علي العمير ، موسى ابو السعود ،حيدر الغدير ، أحمد باجنيد ، منصور العمرو ، علي بخش ،  عبد العزيز الربيعي ،محمود بابللي ،مطيع النونو ،زكي قنصل ،أحمد الخاني ،محمود بعاج ،زاهر الألمعي ،علي أحمد النعمي ، عبد الجواد طائل ، عبدالله الشيخ محفوظ بن بية ،حسين جبران الكريري ، محمد حسن العمري ،عبد الرحمن حميدة ،أحمد حسن فرحات ،أسعد طرابزوني الحسيني ،عبدالله الجبوري ،ظهور أحمد أظهر ،علي شواخ إسحاق ،محمد عبدالله
الحمدان ،عبداللطيف ملين ، صالح مهدي السامرائي ،عثمان الصالح ،هزاع الشمري ، ناصر الدين الأسد ،محمد محمود شاكر ، عبدالكريم يونس الخطيب ،فؤاد سزكين ،المهدي بن عبود ،عدنان النحوي ،عبدالله عسيلان ،أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ،عبدالرحمن السويداء ، وغيرهم كثير .

ندوة الوفاء بعد وفاة الرفاعي :

كان الشيخ احمد باجنيد من رواد ندوة الرفاعي الحريصين على حضورها ، وقد تعرف على الندوة قبل تسع سنوات من وفاة الرفاعي ، ويقول عن ذلك ( كنت الاحظ على الأخ عبدالله بامقدم – وهو من الأصدقاء المقربين جداً للأستاذ الرفاعي -الأعتذار عن أي ارتباط يوم الخميس ليلة الجمعة ، فذكر لي أن يحرص على حضور ندوة الأستاذ الرفاعي . فذهبت معه ذات ليلة الى منزل الشيخ الرفاعي في حي الروضة ، واعجبت كثيراً بالندوة وبصاحبها الشيخ عبدالعزيز الرفاعي . ومن ذالك الوقت اصبح الشيخ احمد  يحضر اسبوعياً ، ولا يتخلف الا في حالة وجود ارتباط يتعارض مع وقت الندوة ولايستطيع تأجيله  إلى وقت آخر .         
 رغم انتظام الندوة اسبوعياً في منزل الأستاذ الرفاعي الا ان الشيخ احمد كان يرغب في التشرف بدعوة روادها الكرام إلى منزله ، ويجد في ذلك سعادة بالغة ، وقد كان الاستاذ الرفاعي يشعر بذلك ويلبي والرواد الكرام الدعوة . وقد استضاف الشيخ احمد رواد الخميسية  مرتين في منزله السابق في حي الربوة ومرتين في منزله في حي الروضة ، وكانت تلك الدعوات في غير يوم الخميس .
 كان الأستاذ الرفاعي في السنتين الأخيرة قبل وفاته  كثير السفر ، فكان يسافر للعلاج الى امريكا والمانيا  ، مما يؤدي إلى انقطاع الندوة فترة غيابه ، وقد كان الرواد الكرام يحزونون لذلك الإنقطاع ويشتاقون للقاء ،ومنهم الشيخ أحمد باجنيد الذي فكر في استمرار الندوة ولو في غياب الاستاذ الرفاعي ، وفي ذلك يقول الشيخ احمد باجنيد : ( فاستأذنت الشيخ  عبد العزيز ان تكون الندوة في بيتي أيام سفرة وتنتقل تلقائيا إلى بيت الرفاعي إذا حضر إلى الرياض ، فشعرت  بفرح وسرور يغمر الشيخ الرفاعي ، وبادر بإعلا ن ذلك  في نفس الجلسة ، وقد كان في الجلسة  الكثير من الرواد من هو  اكبر مني سنا وأجل فضلا ، وشعرت بأن هناك من تمنى لو أنه كان صاحب المبادرة ، فحمدت الله ان الهمني ذلك ، وكأنه قد قيل في المجلس سبقك بها عكاشة .
 
واستمرت الندوة تعقد في منزل الشيخ باجنيد لمدة سنتين متتالية الا بعض الاسابيع القليلة التي كان الرفاعي فيها موجوداً في الرياض .
وبعد وفاة الرفاعي رحمه اله بشهرين تقريباً ، دعا الشيخ باجنيد محبي الرفاعي ورواد ندوته الكرام ، وكانت أمسية مؤثرة في رثاء الرفاعي رحمه الله ، حيث تتابع الرواد في رثاءه نثراً وشعراً وفاضت عيون الكثير منهم حزنا لفقد ذلك الرجل النبيل صاحب الاخلاق العالية . وأعلن الشيخ باجنيد في تلك الأمسية عن استمرار الندوة وفاءً لذكرى مؤسسها رحمه الله ، ودعا الرواد الكرام للحرص على الحضور قياماً بواجبهم في الوفاء للفقيد رحمه الله .
ومن ذلك التاريخ استمرت الندوة في الانعقاد اسبوعياً بانتظام ، وبنفس الاسلوب والنهج التي كانت تسير عليه  ايام الشيخ عبدالعزيز الرفاعي رحمه الله .
 
طريقة الندوة ومنهجها المعتاد
 
ولم يكن للندوة في أيام مؤسسها الشيخ الرفاعي موضوع معين بل تأتى موضوعاتها عفوية غير ان الموضوع إذا طرح استأثر بجل الوقت . وأحيانا يكون هناك ضيف زائر فيعطى الفرصة للكلام عن الاتجاه البارز فيه ويعقب ذلك الأسئلة فالحوار والتعليق ، ويبدأ الحوار بتعريف يقوم به عميد الندوة ثم يتتابع الحديث وان كان شاعرا ألقى بعض قصائده ، بيد ان صاحب الندوة درج على جعل الثلث الأخير منها للشعر حيث يدعوا الشعراء لإلقاء قصائدهم ، والقاء الشعر هو نهج ثابت في كل ندوة .
وقد استمرت الندوة بعد وفاة الرفاعي في منزل الشيخ احمد باجنيد خمس سنوات  بنفس هذا النهج . 
ثم رأى عدد من ابرز روادها ان منهج الندوة بحاجة إلى تغيير ، فأجتمع كل من الفريق يحي المعلمي والدكتور عبدالقدوس ابو صالح والدكتور عايض الردادي والأستاذ راضي صدّوق والدكتور حيدر الغدير والدكتور أحمد البراء الأميري والأستاذ عوض الشلالدة والشيخ احمد باجنيد ونجليه حسين ومحمد وتم الاتفاق على أن يكون  أن يكون   في كل أمسية متحدث رئيس يعد موضوعا في حدود نصف ساعة ، ثم يتم الحوار والمداخلات حول الموضوع ، ويخصص ما بعد الضيافة للشعركما دأبت على ذلك الندوة  .  واصبح يعد لكل فصل برنامج يوضح  فيه عنوان الموضوع واسم المحاضر وتاريخ الأمسية . وتعلن الندوة برنامجها  في بداية كل فصل دراسي .
والندوة تحظى بحضور جيد ولله الحمد حيث أن متوسط الحضور حوالي 50 شخص ،  ويدير الندوة  سعادة الدكتور عايض الردادي وكيل وزارة الإعلام ، وقد كان يديرها سابقاً سعادة الفريق يحي المعلي رحمه الله إذا كان حاضراً . ويديرها أحيانا سعادة الدكتور عبد القدوس أبو صالح رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية .
وأمسيات الندوة تسجل على شريط كاسيت ، ويحتفظ بذلك في أرشيف الندوة ، بالإضافة الى المحاضرات التي يقدمها أصحابها مكتوبة . وهناك أرشيف للقصائد الشعرية التي تلقى في الندوة والتي تصور وتوزع على الرواد في الأمسية التالية . 
وتطمح الندوة في المحافظة على مكانتها بين الندوات ، كأقدم ندوة  في بلادنا والتي تعتبر سنة حسنة سنها الشيخ عبدالعزيز الرفاعي أجزل الله له المثوبة والأجر .

أضف تعليق