لتربية الإعلامية - الطريق والتحديات

لتربية الإعلامية - الطريق والتحديات
لتربية الإعلامية - الطريق والتحديات
بسم الله الرحمن الرحيم
في ندوة (الوفاء) الثقافية:
الإعلامي الدكتور أحمد سيف الدين التركستاني يتحدث عن : ( التربية الإعلامية : الطريق والتحديات ).
ضمن لقاءاتها الدورية الأسبوعية أقامت ندوة (الوفاء) الثقافية في الرياض محاضرة بعنوان : (التربية الإعلامية : الطريق والتحديات) ألقاها الإعلامي المعروف الدكتور أحمد سيف الدين التركستاني الأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وذلك مساء الأربعاء 22/5/1437هـ، وقد أدار اللقاء الأستاذ محمد صلاح المهداوي، وحضرها العشرات من المفكرين، والإعلاميين والمثقفين وحشد من جماهير الندوة ومتابعيها.

أنواع التربية

بعد حمد الله سبحانه وتعالى، والصلاة على نبيه المبعوث رحمة للعاملين صلى الله عليه وسلم، أثنى المحاضر الضيف الدكتور أحمد سيف الدين التركستاني على ندوة (الوفاء) العامرة المباركة بروادها وجماهيرها، شاكراً عميدها أحمد بن محمد باجنيد على رعايته لها مع أبنائه الطيبين، ثم أضاف قائلاً : إن هذا الموضوع في غاية الأهمية خاصة في هذا الوقت الذي يشهد انفجاراً في المعلومات، وهذا الزخم الكبير في وسائل الإعلام مع تطورها المتسارع، ويمكن في هذا الصدد تحديد أربعة أنواع من التربية :
1-التربية النظامية ، وتعني بها النظام التعليمي المعروف القائم على المناهج الدراسية.
2-التربية غير النظامية، وهو التعليم الذي يحدث في بيئة رسمية ولا تنال فيه شهادات تعليمية، وليس فيه خطة دراسية أو درجات علمية، ولكن يعتمد الدارسون فيه على الدورات وورشات العمل.
3-التربية المدنية (بلا نظام تعليمي) وهي التعلم من غير البرامج التعليمية فيكتسب الفرد التعلم، والاتجاهات والقيم من خلال الأسرة، والمسجد والمجتمع المدني بأطيافه المختلفة كالنوادي الثقافية، والأدبية ، والرياضية، والجمعيات الدينية والاجتماعية وغير ذلك.
4-التربية الذاتية، وتكون عن طريق الذات في بنائها وتثقيفها من خلال القراءة، والعلاقات الذاتية مع الأصدقاء والزملاء وكل ما يحقق الذات، ويكسبها المزيد من الثقة والقدرات والمهارات التي تنمي الذات.
أين تمضي التربية الإعلامية ؟!
وأشار المحاضر الدكتور أحمد سيف الدين التركستاني إلى أن هناك الكثير من المؤثرات التربوية الإعلامية القوية على الناشئة، ومن ذلك قنوات الاتصال في الإعلام الجديد وهي تحقق المتعة، وتؤثر آنياً أو تراكمياً وهو الأخطر . ومن الإحصاءات المذهلة في ذلك ما يأتي :
1-يقضي الكثير من شبابنا من 6 – 10 ساعات مع الإعلام أي ما يقارب ثلث اليوم (بليله ونهاره).
2-يتعلم الفرد 40% من خلال وسائل الإعلام مما يحصل عليه في حياته.
3-إن ثلثي ما يحصل عليه الفرد من التعلم من خارج النظام التعليمي التقليدي يكون من الإعلام.
4-يستطيع المشاهد العربي أن يتابع ألفاً وخمسمائة قناة فضائية غير مشفرة.
5-كما يتابع المشاهد العربي مئات المواقع الإكلترونية.
6-ونرى أن نصف سكان العالم يتابعون القنوات الدينية.
7-يمكن مشاهدة عشرات القنوات التنصيرية أو الطائفية المنحرفة.
8-كما أن أكثر من ثلاثة مليارات من سكان العالم يتابعون الإعلام الإلكتروني.
9-يستخدم السعوديون تويتر بما لا يقل عن 38% من إجمالي عددهم، كما أنفق على الاتصالات 120 مليار ريال عام 2015م.
10-يملك الإعلام الجديد قدرة عالية على التعبئة والاستقطاب بسبب تلقائيته وغياب الرقابة، كما يملك قدرة كبيرة على ترويج الشائعات.
11-الدور الكبير للإعلام الجديد في التعلم عن بعد إذ يمكن أن يختصر أربعة أسابيع من التعليم التقليدي بأربع ساعات في التعلم عن بعد، وهذا إنجاز مدهش عظيم.
12-سهولة استخدام الإعلام الجديد وقلة تكلفته تجعله في متناول جميع فئات المجتمع صغاراً وكباراً.



سلبيات وسائل الإعلام الجديد

وبالرغم من كثرة إيجابيات وسائل الإعلام الجديد إلا أن المحاضر ذكر عدداً من السلبيات لهذه الوسائل ومن ذلك :
1-يصرف هذا الإعلام أفراد الأسرة عن اجتماعهم ولقائهم إذ يستغرق المزيد من أوقاتهم وفراغهم.
2-الآثار السلبية للهواتف الذكية على الصحة بشكل عام إذ يعترف بذلك 79% من المشاركين في استفتاء أجري أخيراً.
3-إن 49% ممن يدمنون استخدام وسائل الإعلام الحديثة يتجاهلون واجباتهم الأسرية.
4-تشير الدراسات أن 81% يداومون على استخدام الواتس آب مما يؤثر على أعمالهم وواجباتهم الاجتماعية.
5-انتشار الجرائم الإلكترونية من مالية، وأخلاقية ، وثقافية، وسياسية.
6-صعود الثقافة الغربية، وأنماط سلوكية هابطة لدى الكثير من الفئات المسرفة في استخدام وسائل الإعلام الحديثة.
7-الدعوة إلى التحرر من العقائد، واللغة العربية إذ يكتبون العربية بأحرف لاتينية.
8-كثرة مشاهدة الأفلام الخليعة، والممارسات الشاذة.
9-الانحطاط الأخلاقي من خلال الدراما الوافدة إذ أصبح الممثلون والراقصات هم قدوات لشبابنا.
10-نشر الإباحية لعامة الناس وأمريكا من أكثر الدول التي تصدر ذلك لتدمير الشباب.
11-هناك مواقع إلكترونية تدعو للشرك بالله،/ والنيل من الرسالة الإسلامية، وشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم.
12-التجارة بالدعاة، إذ تعد التجارة الثالثة في ترتيبها المصدرة من أمريكا للعالم.
13-تجارة المخدرات من خلال هذا الإعلام، وتجارة الرقيق الأبيض.
14-نشر ثقافة العنف والإرهاب وثقافة الجريمة وتمرد الشباب والتبرج، والاختلاط، وتشجيع التطرف، كما تعد هذه الوسائل الإعلامية الجديدة أرضاً خصبة للتجسس.
15-ازدراء الأديان وإثارة النعرات الدينية والإقليمية والطائفية.



كيف نربي شبابنا وأطفالنا تربية إعلامية ؟!

وحدثنا الإعلامي الضيف الدكتور أحمد سيف الدين التركستاني عن أبرز التحديات الإعلامية التي تواجه شبابنا وأطفالنا موضحاً أننا أمام هذا بحاجة إلى تربية إعلامية كي نعلم شبابنا وأطفالنا كيف يواجهون ويتعاملون مع هذه الوسائل الجديدة ومنها:
1-التعرف على هذه الوسائل وعلى أهدافها.
2-تحليل برامجها وموادها ورموزها حتى نستطيع مواجهتها.
3-فهم وتفسير رسائل هذا الإعلام وغاياتها وتحصين شبابنا وأطفالنا أمامها.
4-التركيز على التربية والتعليم للوقاية من آثار هذه الوسائل.
5-زرع الأخلاق الفاضلة والثقة والاعتزاز بالهوية الإسلامية أمام موجة التغريب في عالمنا العربي والإسلامي.
6-النهوض بالإعلام العربي والإسلامي البديل والأصيل وتطويره، وجعله في متناول أطفالنا وشبابنا.
7-عقد المؤتمرات والدورات وورش العمل التي تحمي شبابنا وتنمي التفكير النقدي لديهم مع وضع البرامج البديلة في وسائلنا الإعلامية.
8-تدريس مناهج التربية الإعلامية في مدارسنا وجامعاتنا ومن الجهود التي بذلت في هذا المجال ما يأتي:
أ / عقد مؤتمر قطر الإعلامي عام 2013م لبحث التحديات والنهوض بالإعلام العربي، وتشكيل لجنة لتطوير التربية الإعلامية، كما أوصى بتطوير التفكير النقدي، وإعطاء دورات صحفية إعلامية لطلاب المدارس وورش عمل في هذا الشأن.
ب/ عقد المؤتمر ا لإعلامي الأول في المملكة عام 2007م، وقد حضره ثلاثة آلاف مشارك، ونظمته وزارة التربية، وطالب بخطة إعلامية شاملة، وتدريس التربية الإعلامية في كافة مراحل التعليم كما نرى في لبنان والمغرب إذ تدرس التربية الإعلامية ضمن مناهج محددة منذ سنوات ولكن لم تقرر لغاية الآن مناهج ومواد لتدريسها في المملكة.
دور الأسرة المسلمة في تحصين أطفالها أمام وسائل الإعلام
وتناول المحاضر دور الأسرة المسلمة في تحصين أطفالها وحمايتهم أمام تحديات وسائل الإعلام وذلك عدة محطات منها :
1-تنظيم الوقت وحصر عدد الساعات للطفل لقضائها أمام وسائل الإعلام والألعاب الإلكترونية وعدم فتحها أمامه متى شاء أو أراد.
2-تحديد المكان، وعدم ترك الأطفال وحدهم، وليكن المكان مفتوحاً في البيت، وعدم إغلاق الأبواب في غرف الأطفال.
3-انتقاء المحتوى،/ واختيار القنوات والمواقع التي يتابعها أطفالنا لتكون بعيدة عن الفكر المسموم.
4-توفير أنظمة الحماية في أجهزة أطفالنا.
5-تفعيل المشاركة الأسرية كي تشارك الأسرة أطفالها في ألعابهم وتستطيع توجيههم وحمايتهم.
6-تشجيع المشاهدات الجماعية وبمشاركة الأطفال وحوارهم وتشجيع التفكير الناقد حتى لو عارضنا أطفالنا.
7-تنمية الحصانة الذاتية وغرس القيم الفاضلة الإيجابية وطمس الأفكار السلبية ليستطيع الطفل حماية ذاته من خلال قيمنا وعقيدتنا الصحيحة.
8-إيجاد البدائل المناسبة وألا نجعل هذه الوسائل هي المربية لأطفالنا، وعلينا تشجيعهم على الألعاب الجماعية، وألعاب الذكاء والبناء، وألعاب التفكير ، وممارسة الرياضة.
9-الآباء هم قدوة أطفالهم فعلينا الحذر من وسائل الإعلام السيئة، وألا نكون إلا قدوة حسنة لأطفالنا في وسائلنا الإعلامية وبرامجنا.
10-اتخاذ الوسائل ا لمادية والمعنوية التي تعيننا على تربية أطفالنا تربية صحيحة.



نوافذ الحوار

وفي الختام، أثار هذا اللقاء العديد من المداخلات والأسئلة التي أجاب عنها المحاضر الدكتور أحمد سيف الدين التركستاني، وقد بدأها الأستاذ حاتم إدريس الذي أشار إلى أن المحاضر حصر ثلثي التعليم بأنه تعليم غير نظامي فهل هذا خاص بالسعودية أم على نطاق العالم؟! وما دور اليهود في برمجة الإعلام الجديد؟! أما الدكتور يحيى أبو الخير فقال : لدى الدكتور أحمد سيف الدين التركستاني عطاء وليس أداء و بالنسبة للإعلام الجديد فهو يركز على الهزل الذي يجذب عدداً كبيراً من المشاهدين وفي العالم نجد اهتمامهم بالثقافة العلمية في إعلامهم الجديد بينما لا نرى ذلك لدينا.. فأين إعلامنا من ذلك ؟!
وشكر المهندس محمد أحمد با جنيد باسم والده عميد الندوة المحاضر وجميع الحضور على تواصلهم مع الندوة، وعلى ثرائهم، وشكر مدير الندوة لهذه الليلة محمد صلاح المهداوي، ثم أضاف هناك مخالفات وشائعات واضحة في الإعلام الجديد وقد تكون من الآباء الذين هم قدوة في الأصل.. لذا نحن بحاجة إلى تأهيل الكبار المربين قبل الصغار ! وسأل الأستاذ صالح قطيش : هل قيمنا هشة ... وهل الحصانة لدينا ضعيفة ؟!



وأشار الإعلامي هيثم الأشقر إلى أن الإعلاميين لدينا يحتاجون إلى دورات دينية وفي المقابل يحتاج المشايخ إلى دورات إعلامية وكذلك الدعاة بشكل عام ! أما الأديب الدكتور / وليد قصاب فقال : إن بعض إعلامنا أخطر علينا بكثير من الإعلام الغربي !! والأسرة هي الأقدر على ممارسة التربية الإعلامية الراشدة!! وسؤالي متى ينبغي أن نضع بأيدي أطفالنا الجوالات الذكية ؟! وما دور دولنا في رعاية وإنشاء الإعلام الإسلامي الهادف الذي يخاطب وجداننا وعقيدتنا الإسلامية الغراء؟! وقال الأستاذ عبد الجليل : المسلم أخو المسلم في مشارق الأرض ومغاربها ... فأين التربية الإسلامية لدينا ؟! والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) والصحابة رضوان الله عليهم ما كانوا يتجاوزون خمس آيات حتى ينشروها ويطبقوا ما فيها.. فأين نحن من هذا الوعي ؟! أما اليوم فإن وسائل الاتصال والإعلام بأيدي أطفالنا قد شغلتهم عن كل مفيد... أين أ بناؤنا من التعليم الحقيقي؟! والرجوع إلى ديننا يجعلنا نحصل على خيري الدنيا والآخرة.. وينظم أمورنا تعليمياً وإعلامياً.. فمتى تحقق ذلك ؟!



أما مدير الجلسة الأستاذ محمد صلاح المهداوي فقد أثنى على أطفال فلسطين في (غزة الصمود) الذين رفضوا السفر مع اليهود لإكرامهم في إحدى المسابقات ... لأن اليهود أعداؤهم .. مشيراً إلى ما قاله الإعلامي الفلسطيني باسل النيرب إلى وحدة الجهود الإعلامية اليهودية مقابل تفرقنا إعلامياً وسياسياً واجتماعياً مما يبعث فينا الأسى والحزن على حال الأمة مقابل أعدائنا اليهود !!
وأخيراً شكر الشيخ إبراهيم المبارك عميد الندوة الشيخ أحمد باجنيد وقال : إن ندوة (الوفاء) هي جوهر الوفاء دائماً.. ثم سأل منكراً لماذا تصبح دويلة يهود قوة عظيمة ونحن نتفرج.. ولم لا نبني أنفسنا للتحدي؟!.






التصنيفات