الأقصى بين التهويد والصمود

الأقصى بين التهويد والصمود
الأقصى بين التهويد والصمود

الأقصى بين التهويد والصمود

أقامت ندوة الوفاء الثقافية بمنزل عميدها الشيخ أحمد محمد باجنيد بالرياض أمسية بعنوان الأقصى بين التهويد والصمود للدكتور مروح بن موسى نصّار أمينسر لجنة القدس بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو مؤسس لهيئة علماء فلسطين فيالخارج، والذي حرص على تدعيمها بعرض مصور يوثق الكثير من معلومات المحاضرة.

وقد أدار الأمسية سعادة الدكتور عبدالله بن صالح العريني أستاذ اللغةالعربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بتقديمه الرائع المعهود مشيراً أنهذه المحاضرة تعيش وهج الحاضر وحديث الساعة، شاكرا الحضور على ما قدموه من حضورومشاركة فعالة في ندوة الوفاء فهم الذين يشعلون فتيل ثقافتها وضيائها الأدبي.

ثم استهل المحاضر الكريم محاضرته واقفاً إجلالا للحديث عن الأقصى، ومحيياً الحضور الكثيف وصاحب الأمسية وهذا البلد الكريم العزيز المملكة العربية السعوديةعلى وقوفها ودعمها للشعب الفلسطيني وقضية القدس. ومما جاء في المحاضرة:

تخطيط اليهود:

إن ما يمارسه اليهود هو المرحلة السادسة والأخيرة والخطيرة من مخطط إجراميلبناء الهيكل وتقويض الأقصى. وما تحقق لهم إلى الآن على الأرض، لم يكن وليد الصدفةأنما هو نتيجة تخطيط وعمل وأخذ بأسبابه، وقد حدد اليهود 50 عاماً لقيام الدولة منمؤتمر بال بسويسرا عام 1947م، وبالفعل قامت بعد عام 1948 بعد هذه السنوات. بينماللأسف فرط في ذلك المسلمون، فليس لديهم خطة أو عمل كبير مدروس لمقاومة ذلك وتحريرالأقصى.

محاور مشروع تهويد القدس:

والمشروع الإسرائيلي لتهويد القدس له ثلاث محاور هي رئيسية: تهويدالمقدسات والأرض والإنسان. ولذا حاولواويحاولون الاستيلاء على المقدسات وطرد المقدسيين بصور شتى من هدم البيوت وسحب الهويات، تحت ذرائع مختلقة وملفقة.

فتسحب هوية المقدسي بعدة أسباب مثل، الغياب عن القدس اكثر من خمس سنوات أو التأخر في دفع الضريبة أو الزواج من خارج القدس أو الحصول على الجوازالفلسطيني وغيرها من الحجج، وذلك بقصد تفريغ القدس عن سكانها.

وقد حددت خطط اليهود ألا تزيد نسبة المقدسين عن 12% مقابل المستوطنين اليهود، ولكن الأمور تسير بعكس ذلك فبحمد الله نسبة نمو الفلسطينيين عالية وهيحوال 8% ،بينما تمسى القدس المدينة الطاردة لليهود لعدم قدرة الكثير منهم علىالاستقرار والتأقلم.

أما هدم البيوت والمساكن فأيضا يلجا اليهود إلى ذرائع مختلفة وحجج واهية قائمة على الإجرام،

فيهدم كل بناء لم يحصل على رخصة، والحصول عليها من اصعب الأمور ففقط17% من المباني مرخصة وذلك من الاستعمار البريطاني. وتشير الإحصاءات من 2000 إلى2009 تم هدم 1323 منزل، بالإضافة إلى استحداث مشروعات بحجة تطوير مدينة القدس مثلا لمنطقة الخضراء أو مناطق عسكرية وغيرها.

وقد أزيلت كثير من معالم القدس التاريخية ومنها حي المغاربة والذي تعود نشأته إلى السلطان صالح الدين الأيوبي الذي وطن الجنود الذي ساعدوه في تحرير القدس،ولحمايتها أيضا من الجهة الغربية، حيث لا توجد موانع طبيعية من جبال وغيرها.

وقذ ذكر ابن موشي ديان في مذكراته بان أباه أمره بهدم حارة المغاربوان ينذر سكانه ثلث ساعة فقط، فيقول:فعملت الجرافات مباشرة حتى أننا كنا نسمع أنين الشيوخ تحت الأنقاض.


اليهود امة مجرمة قد ذمهم الله في 55 في 25 سورة. والمحتلينلفلسطين من يهود الخزر.

حدود المسجد الأقصى ومكوناته:

ومن المفاهيم الخاطئة التي يروج لها الصهاينة ويعملون على إيهام الناسبها هي أن المسجد الأقصى هو قبة الصخرة أو المسجد القبلي فقط. بينما الحقيقة أنالمسجد الأقصى كل ما كان داخل السور، ومساحته 144 الف مترا مربعاً ويتسع ل 300 الفمصل.

وقد وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد رحلة الأسراء لقريش ليصدّقوه.ثم وضع عمر أساس المسجد العمري، وبالباقي منه رواقين حالياً ضمن المسجد الأقصى،وذلك ي حادثة مع كعب الأحبار عندما دخل القدس وقال أين نبني مسجدنا، ثم قال لناصدور المساجد.


والمصليات بالمسجد الاقصى هي:

·قبة الصخرة

·المسجد الجامع

·والمسجد القديم

·المسجد المرواني ويتسع لعشرة آلاف مصل

·ومسجد النساء

·ومسجد المغاربة

·ومسجد البراق

مراحل بناء الهيكل:

وقد وضع اليهود خطة من ست مراحل لبناء الهيكل المزعوم وهي:

1-السيطرة على بطن الأرض وقد حفرت أنفاق كثيرة تحت الأقصى حتى بلغت 47 نفقاً وهي كبيرة فيها معابد ومدارس ومتاحف يهودية.

2-السيطرة على ما فوق الأرض، والان في القدس 100 كنيس ومعبد، وحول القدس29 مغتصبة بها 600 الف مغتصب يهودي. وقد مارس اليهود تغيير الملامح الإسلامية حتى المقابر.ومنها مقبرة مأمن الله لشهداء حطين فتنقل عظامهم وتوضع عليها أسماء يهودية.

3-طمس الآثار الإسلامية، فمثلا توجد الكثير من القصور الأمويةوالعثمانية جنوب الأقصى يتم العبث وتغيرها لمظاهر هيكلية، بالإضافة إلى تغير أسماءالشوارع لمسميات يهودية.

4-المظاهر الهيكلية: وقد جلبت حجارة الهيكل من سيناء إلى مستعمرة جيلووالعجل ميلودي يقال إنه موجود والشمعدان موجود أمام الأقصى. والهيكل كذبة يهودية أولمن ابتدعها الفيلسوف اليهودي الأندلسي: موسى بن ميمون عام 1267م.

5-صناعة نماذج هيكلية والطواف داخل الأقصى بها وقد حاولوا إدخالها للأقصىولكن طردوا. وتعمل اكثر من 25 منظمة صهيونية على إعادته ولها ميزانيات ضخمة.

6-الاقتحامات: وهو قرار سياسي حيث أن الدين اليهودي لا يجوز دخول الأقصى إلا عند ظهور المخلص.


وقد أصدرت قرارات خطيرة للأسف لم تهتم بها وسائل الإعلام العربية رغم خطورتها:

1-اعتبار جبل المعبد وهو المسجد الأقصى جزء من التراث اليهودي.

2-إسناد إدارة جبل المعبد لإدارة الآثار الصهيونية.

3-السماح للمستوطنين والمخابرات والزوار باقتحام الأقصى وبدون تفتيش.

وخطة تقسيم الأقصى تقوم على إعطاء 9 ساعات لليهود و9 ساعات للمسلمين ويكون لليهود السبت وللمسلمين الجمعة.




مشاريع دعم صمود الأقصى:

ومع هذه الهجمة الشرسة فقد سعى إخواننا في القدس لعمل شيء قدراستطاعتهم، وبإمكاناتهم المحدودة وذلك لزيادة الوجود بالمسجد الأقصى والتصدّي للاقتحامات المتوالية من اليهود. ومن تلك المشاريع:

1-إنشاء مصاطب العلم وإحيائها وهي مصاطب كانت موجودة من قديم بحيث يجلس الشيخ وحوله الطلاب لدراسة العلوم الشرعية، وقد بدأت الفكرة بخمسين طالباً حتىتطورت إلى 1200 طالب. وخلال الأحداث الأخيرة اصبح عدد المرابطين 3200.

2-مشروع شدّ الرحال: وقد زار الأقصى خلال العام الماضي 600 الف بحيث توفر الحافلات لهذا الغرض.

3-عمل عقود الأنكحة بالمسجد الأقصى، ودعم هذه المناسبات.

وقد اطلق الشيخ رائد صلاح دعوة لإطلاق الف مشروع لدعم الأقصى.

وقد أكد المحاضر تفاؤله بان السيادة على الأقصى ستستمر للمسلمين وانهلن يتم تقسيمه ولن يرضى إخواننا بذلك ما دامت فيهم عين تطرف.






نماذج نسائية:

خديجة خويص منعت من دخول الأقصى بحجة إنها ترفع صوتها بالتكبير، وقدأصبحت تأتي وتقرأ القرآن عن باب المغاربة فهي حافظة للقرآن بالقراءات العشر.

أم كامل والتي كان لديها بيت في منطقة الشيخ جراح، وعندما عادت من عملها كطبيبة وجدته قد احتل من قبل عائلة يهودية، فنصبت خيمية وهم هدموها واستمرتفي المرابطة. ثم أتصلت بها رئيسة الوزراء وعرضت عليها 10 ملايين دولار لتتنازل عنه، فقالت وماذا أقول لربي في قبري اذا تنازلت عن أرضي لمن يعتدي على أرضي وعرضي.

زيارة القدس تحت ظل الاحتلال، يفتي بمنعه علماء المسلمين، ويدعوا له اليهود ليكون تعبيراً عن الاعتراف بالاحتلال بالعدو اليهودي. وعندما زار وفد من العالم الإسلامي كتبت صحيفة معاريف باليوم الثاني بانها تعبر عن اعتراف اليهود ولذا الشيخ رائد صلاح يقول عن طلب اليهود منه أن يستأذن منهم : ومن أنتم لنرفع لكم طلب.



المداخلات والأسئلة:

وقد تفاعل الحضور مع الندوة.

الأستاذ عبدالرحمن أبو النجا: وقد سال وماذا بعد هذا حيث أنه يتكررهذا الموضوع ونسمع هذا المعلومات، وللأسف يضل المسلمون على تشرذمهم.

الأستاذ منصور العمر: سأل عدة أسئلة ومنها عن حارة المغاربة ويهودالخزر.

عبدالله عمر باوزير: فقد خالف المحاضر في تفاؤله وقال أن التكبير لايخيف اليهود لأنهم يعلمون أن ليس ورائهم هؤلاء المكبرين احد. وأن اليهود لديهم أداوت متنوعة بينما نحن نستمرعلى خطاباتنا المؤثرة ولكنها تقليدية وقديمة من سنوات طويلة. ونحن أمة تتآكل، فكيف سنحرر القدس.

وقد ذكر الشيخ سعد الحيد رئيس لجنة فلسطين بالندوة العالمية للشباب الإسلامي بالرياض على أن القضية ليست قضية المقدسين أو الفلسطينين وحدهم وإنما قضيةالمسلمين جميعا وهي ليست مسئولية علماء أو تجار وإنما على كل بذل ما يستطيع حسب مايملك، ننصر بالحديث والدعم المادي وغيره ولا نكتفي بالدعاء فحسب ما دمنا نستطيعتقديم غيره.

الدكتور علي عمر بادحدح: ذكر بأن السؤال هو ما العمل؟

علينا أن نعلم ابنائنا هذه المعلومات ونربطهم مسرى رسول الله فينفوسهم، ولو باتخاذ حصالة صغيرة لجمع المال، والدعم واجب من الجميع وهو ما يجب أنيعلن بكل صراحة وبكل وضوح. وفي حديث ميمونة (ولو أن ترسلوا زيتا لتسرجوا فيه سراجاً ). فيجب أن يستمر الدعم للقدس.

وأضاف لا نحتاج إلى النفس الذي فيه تثبيط، فالصعود في الأمة حاصلومستمر ولله الحمد واليهود لا يتنصرون بقوتهم، وإنما بضعف من يقابلهم. وإخواننايعملون وهذه المشاريع والتضحيات لم تأت من فراغ بل من عمل وتخطيط .

أحمد مشهور الغامدي: استغل نتن ياهو ما يعمله بشار الأسد وقتله 300 الف بتلميع صورة اليهود وانهم أصحاب حضارة لا يعملون مثله.

وفي الختام شكر المهندس محمد باجنيد الحضور، وذكر أن هذه الأمسية هيفخر وشرف ومكرمة لندوة الوفاء للحديث عن الأقصى واجتماع هذه الكوكبة لتدارس قضيته،وقد حفظ تاريخ الندوة كثير من المحاضرات لأعلام كبار أمثال د حسن ظاظا العالم الموسوعي بالتاريخ اليهودي والصحفي الكبير راضي صدّوق رحمه الله، ورفيق شاكر النتشة ممثل منظمة الحرير بالمملكة سابقا وسفير فلسطين د. عبدالرحيم الحايك وغيرهم الكثير. وقد صدح فيه بشعره الشاعر الإسلامي عبدالرحمن بارود رحمه الله.

واختتمت الأمسية بالإعلان عن الأمسية القادمة والتي ستخصص للمشاركات الشعرية التي لم يتسع وقت الندوة لها.













التصنيفات