نظرات حول الأدب الإسلامي التركي

نظرات حول الأدب الإسلامي التركي
نظرات حول الأدب الإسلامي التركي
نظرات حول الأدب الإسلامي التركي:

 أقامت ندو الوفاء بديوانية الشيخ احمد باجنيد بالرياض أمسية بعنوان: نظرات حول الأدب الإسلامي التركي للدكتور عبد الرزاق بركات أستاذ اللغات في جامعة الملك سعود وقد ترجم أكثر من ستة دواوين شعرية في الأدب التركي إلى اللغة العربية، ومنها ديوان السلام للشاعر التركي الإسلامي نجيب فاضل عن سير ة الرسول صلى الله عليه وسلم. 
 وفي بداية حديثه دعا الدكتور بركات الى التواصل مع الشعوب الإسلامية من خلال أدبها, وأقرب الآداب إلى أدبنا العربي هو الادب الفارسي ثم الادب التركي.وقد ظهرت في تركية مع بدايات القرن العشرين ثلاث تيارات أدبية:
1- الأدب القومي والذي يهتم بأمجاد الأتراك قبل الإسلام وبالوثنية القديمة، ثم بعلمانية مصطفى كمال، وهذا التيار تدعمه الحكومة التركية وتفسح له المجال في وسائل إعلامها لنشره ورعايته وتشجيعه. 
2- الأدب الاشتراكي وكان يلقى عدم ترحيب من الحكومة التركية حتى وقت قريب. 
3- الأدب الإسلامي والذي برز في هذا العصر من خلال رموزه ورواده الذين ثبتوا على أفكارهم الإسلامية النيرة رغم التضييق والتهميش حتى السجن، وقد حمل لواء هذا الادب ثلاثة رواد وهم:
1- الأديب محمد عاكف رحمه الله الذي لم يقبل ما أحدثه مصطفى كمال من فساد وإباحية والحاد وسفور، فهاجم التوجه العلماني، فضيق عليه وسجن وعذب ثم استطاع أن يفر بدينه الى مصر حتى هلك مصطفى كمال، وقد كتب في مصر عدّة دواوين شعرية يدعو للوحدة الاسلامية، كما نبه محمد عاكف إلى أن مصطفى كمال صنيعة من صنائع الاستعمار. 
2- الأديب نجيب فاضل رحمه الله، والذي أقام للفكر الاسلامي راية، وحمل على عاتقه لواء الدعوة الاسلامية وكتب اكثر من مئة كتاب عن الدعوة الاسلامية والحضارة الاسلامية. وقد ولد نجيب فاضل عام 1905 م وقاوم العلمانية فسجن وعذب كثيرا، واستطاع من خلال استخدام الرمز في شعره أن يواجه الكمالية، بل هاجم مصطفى كمال نفسه وبين عمالته لليهود والغرب, واخذ على نفسه ايقاض الشباب التركي، وفكر وهو في السجن أن يربط قلوب الشباب بالإسلام فنظم سيرة الرسول شعرا في ديوان (السلام )الذي ترجمه المحاضر للعربية. وكتب ثلاث وستين قصيدة في السيرة العطرة، وحين توفي نجيب فاضل عام 1983م خرج في جنازته اكثر من مليون مشيّع، فقد كان مجاهداً كبيراً بنفسه وماله وادبه، يقول في ديوان السلام عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم:
أطهر من المطر هنالك الانسان 
وأنقى من الثلج هنالك الإنسان 
كأنما هبط من السماء الى الارض 
هنالك الإنسان 
هنالك كل شئ جلاء ونقاء وصفاء 
ما أعمق الالوان والانواء والانحاء
هذه الروحية فبمؤانسة الأشياء، في مصافحة نقائها وبراءتها وجذوتها الأولى بكل ألوانها وأنوائها في تلك الصحراء العربية التي انبثق من جنب نور النبوة والإسلام، يجسدها نجيب فاضل في مقاطع عدة من قصائده ن فنراه يشدو لهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم بكل عذوبة ورقة:
الشعاب بين مكة والمدينة 
مسارب بين جراح الحسرة مثخنة 
شعاب الله غايتها 
شعب ليس فيها انس ولا جن 
إلا حمامتين
3- أما الرائد الثالث من أدباء الإسلام في تركيا فهو الأديب سزائي قرة قوج، وقد تخرج هو ونجم الدين اربكان من مدرسة نجيب فاضل رحمه الله. ولد سزائي عام 1933 م، واستطاع أن يؤسس حزب الحياء الذي جمدته الحكومة لتوجهاته الإسلامية، وقد استفاد هذا الأديب من تجربة الرواد الذين سبقوه، فلجا في أدبه إلى أسلوب الرمز، ومع ذلك سجن ست سنوات. يبشّر الأديب التركي سزائي في شعره وكتاباته بإحياء الإسلام من جديد، وله عدة كتب في ذلك، إذا يؤصل لمشروع حضاري إسلامي جديد وبرنامج إصلاحي، وله أكثر من ثلاثين دراسة إسلامية، كما له عدة دواوين شعرية منها:( أربعون ساعة مع الخضر )، (كتاب طه)، (بشارة الوردة ) وغيرها، ونجد في شعره ذلك الشموخ الإسلامي ورفض الدونيّة التي تسيطر على بعض المسلمين ن فنصغي لإيقاعه الشعري:
في هذه الصحراء 
في قلب فوضى هذا الكون 
نحن فقط الرجال 
نحن جنود بدر والقران 
نقي أمام العالم مأدبة القران 
فهلمّ، هلمّ إلى القران.
ثم دار حوار من الرواد الكرام والمحاضر.
 

التصنيفات