حديث عن القيم

حديث عن القيم
حديث عن القيم
انمّا بعثتُ لأتمّم مكارم الأخلاق

بدأ الأستاذ د. مرزوق بن تنباك العمري محاضرته بحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم )إنما بعثتُ لاتمّم مكارم الأخلاق(، وهذا يدلّ على عظمة القيم والأخلاق في حياتنا، فالأخلاق سلوك مشترك يخصّ كُلّ الإنسانّية، وكُلّ الأمم مع تنوّع أجناسها، كما أنَ لكُلّ أمّة عاداتها وتقاليدها وقيمّها، والعرب من الأمم التي أهتمّت

بالأخلاق والفضـــائل، وقــد بينــتُ في بحثــي )) الجوار عند العرب (( عظمة الجوار لدى العرب، وهو يعني الأمن والاطمئنان، حتّى جاء الإسلام فجعل هذا الأمر لسلطان الدولة، وجميع القيم التي عند العرب صفّاها الإسلام وهذّبها ليكون فيها الإخلاص لله وحده  ، ونشعر اليوم أنّنا بدأنا نبتعد عن بعض القيم نتيجة التحوّل الحضاري ، ولذلك كان لأبد ّ من جمع القيم لترغيب النّاس بالسلوك الحسن ، وقد موّل سمو الأمير مشعل بن عبدالعزيز حفظه الله هذه الفكرة الطيبّة ، فتعاون معنا بعض الإخوة في جمع وتحرير أبرز القيم الإجتماعية ، وجمعنا إحدى وخمسين قيمة ، وأفردنا لكّل قيمة مايقارب مئة صفحة ، نبدأ بالقرآن الكريم والسنّة الشريفة ثّم إلى شعر العرب والحكمة والمثل ، والقصّة مّما يعزّز هذّه القيم والفضائل في النفوس .

 وإنك لعلى خُلقٍ عظيم

لقد زكّى الله نبيّه محّمّد صلى الله عليه وسلم  من فوق سبع سموات بالأخلاق العظيمة السّامية فقال تعالى : )وإنك لعلى خلقٍ عظيم ( ، ووصف النبيّ بـــأن ّ خلــقه كان القرآن الكريــم ، وقد اهتدى الصحابة والتابعون بهدي القرآن العظيم ، وســــنّة النبي صلى الله عليه وسلم في أخلاقهم وسلوكهم وإيمانهم ، مما جعلّهم قِيماً شامخة في سيرتهم وحياتهم ، وقد بيّن  أن أفضل المؤمنين أحسنهم أخلاقاً ، وكُلما طبّق المجتمع القيم السماويَة الفاضلة كان دليلاً جليّاً على رقيّه ، وينبع سمّو القيم من قدرتها على تقريب الإنسان من ربّه .

 مطلب البشرية

شغلت الأخلاق والقيم التفكير البشري منذ الِقدم، وربط بينهما وبين السعادة التي هي مطلب البشريّة، وفصّل علماء المسلمين مثل الفارابي والكندي الحديث في القيّم والأخلاق الفاضلة، ومن هنا كانت القيم المثلى لدينهم الإيمان الصادق بالله ، وبالرسل والملائكة واليوم الآخر والقدر خيره وشّره ، ولاتنفصل القيم الأخلاق الأخرى عن هذه الأسس الكبرى ، وأختلف العلماء المحدثون من غير المسلمين في مصدر القيم والأخلاق فبعضهم جعلها مكتسبة ، وآخرون قالوا إنّها فطرية ، وجعل بعض الفلاسفة الأديان مصدرها ، وآخرون التربية ، وفريق ثالث الثقافة ، ورابع الطبع والفطرة ، ولاشكّ أن ّ للعقل ، والثقافة والإقتصاد ، والتطّور العلمي في جميع المجالات الأثر الواضح في تحديد القيم وبروزها لدي كثير من شعوب الأرّض  في هذا العصر ، فنرى بعض علماء الإجتماع المعاصرين يتحدثون عن النفعية في القيّم والأخلاق ، ولاشكّ أنّنا نرى أنّ لهذه النفيعة ضوابط دقيقة من ديننا ينبغي تطبيقها بحيث لاتخرج عن أهادفه السّامية في إسعاد الفرد والمجتمع والبشرية جمعاء .

 قيمنا وأخلاقنا رصيد أُمّتنا

في نهاية هذه الندوة أثيرت حوارات مع الأستاذ د. مرزوق العمري هيأها الأستاذ / هزّاع الشمّري الذي أدار الندوة، وقال الأستاذ / إبراهيم العيسى، نرى أن الإنسان يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أوينصرانه أو يمجّسانه تصديقاً لحديث الرسول  ، والأصل في الإنسان الصدق والبراءة والخير ، لكن عندما ضعف الوازع الديني لدى الإنسان ضعفت القيم والأخلاق .


وقال الأخ / محمد فهد المالك: إن الأخلاق رصيد الأُمة ، فالأمة التي حظّها قليلُ من الأخلاق الفاضلة أُمّة
لا رصيد لها، ويبين الشيخ / محمد النّصار أنّ الأخلاق لابّد أن يُنوى بها وجه الله ، وتكون لإعلاء كلمته بنّيةَ صادقةَ ، وحبّذا لو تدّرس القيم والأخلاق التي في موسوعة د. مرزوق العمري في وزارة المعارف للطلبة، وتخرج على شكل قصص، أو بشكل حلقات في التلفاز ليكون أثرها عظيماً على المشاهدين.
وتساءل الشاعر / راضي صدوق : أليس لدينا في هذه الندوة إشكالية في تحديد المصطلح ؟ وهل القيم هي الأخلاق نفسها ؟
كما تساءل الأستاذ/ عمار الجراح: ما أسباب هبوط القيم اليوم ؟ كما ركّز د. عز الدين موسى على ضرورة تحديد وتحرير مصطلح القيم، وقال: هل لدى الغرب قيمُ حقاً مرتبطة بالله؟  فليس لدى الغرب قيمُ، إنما لديه أنظمة يطبقّها ويتحاكم إليها، ثّم ما دور الإعلام العصري في تغيير القيم وتحويلها ؟ وشارك في الحوار بعض الإخوة منهم محمد الحناحنه ، وسعد العليان ، وأسامة الغّرا ، وغيرهم .
كما شكر الشيخ / أحمد بن محمد باجنيد هذا الجمع لتلبية هذه الدعوة المباركة التي نسأل الله أنّ تكون في ميزان حسناتنا.

ذات صلة

أضف تعليق