التعليم الالكتروني

التعليم الالكتروني
التعليم الالكتروني
بسم الله الرحمن الرحيم
في ندوة ( الوفاء ) الثقافية :
الدكتور عبدالرحمن بن فهد المطرف يتحدث عن ( التعليم الالكتروني )

الرياض : محمد شلال الحناحنة

أقامت ندوة ( الوفاء ) الثقافية في الرياض ضمن لقاءاتها الدورية محاضرة بعنوان : ( التعليم الإلكتروني ) قدمها الدكتور عبدالرحمن بن فهد المطرف عميد عمادة التعليم الالكتروني والتعلم عن بعد بجامعة الملك سعود وذلك مساء يوم الأربعاء 19 / 1 /1436 هـ ,بمنزل عميدها الشيخ أحمد باجنيد , وأدار اللقاء الدكتور يحيى أبو الخير , وحضره حشد من الباحثين والأكاديميين , والإعلاميين والمثقفين , وجمهور من محبي الندوة وروّادها .





التعليم الإلكتروني إلى أين ؟!

بعد حمد الله , والصلاة والسلام على نبيّه خير المرسلين , شكر الدكتور يحيى أبو الخير مقدم هذا اللقاء عميد الندوة الشيخ أحمد باجنيد وأبناءه على فتح قلوبهم وبيوتهم لضيف الندوة , وجميع الحضور , كما رحب بفارس هذه الليلة سعادة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن فهد المطرف , شاكراً حضوره وتلبية هذه الدعوة للحديث لهذا الجمع , ثم تحدث الضيف معرباً عن سعادته وشكره بلقاء هذه الوجوه الطيبة وعلى رأسهم عميد الندوة , وهذا الجمهور الفاضل , قائلاً وداعياً : (رب اشرح لي صدري , ويسر لي أمري , واحلل عقدة من لساني , يفقهوا قولي ) ثم أضاف كثر الحديث عن التعليم الإلكتروني حتى أصبح ملازماً لنا في هذا العصر , ولكن السؤال : كيف نستطيع أن نوظّف هذه التقنيات لخدمتنا ؟! أين ــ نحن - التربويين عن إيجاد البرامج النافعة في أجهزتنا الإلكترونية ؟! ويظل السؤال قائماً : لماذا اهتمت الجامعات بالتعليم الإلكتروني ؟!
لقد اجتهد التربويون في التقنية لتوظيفها في تعليم أبنائنا ! ولا شك أن كلاً منا قابل للتعلم .. فلماذا لا نجعل التقنية في أيدينا , ولمنفعتنا ! ولم يزل المقصد من التعلم الإلكتروني هو رفع مستوى التعليم , وتقليل تكلفته , فيمكن أن يحاضر الأستاذ بمئات القاعات , بل الآلاف من خلال التعليم الإلكتروني , وأذكر قبل سنوات قليلة أننا وفرنا ألفي مقعد دراسي لطلابنا من خلال هذا التعلم في جامعة الملك سعود .





أين يمضي محتوى تعليمنا في عالمنا العربي ؟ !

وأشار المحاضر الدكتور عبدالرحمن المطرف إلى إخفاق الجهات الرسمية العربية في تطوير المحتوى التعليمي لدينا , ولم تستطع التحكم في البيئة حولنا ؟ ! إنَّ الأجهزة في أيدينا ......... التقنية لدينا , وفي بلادنا ولكننا جنينا الكثير من سلبياتها , ولم نستطع أنْ نستفيد منها كما استفاد الآخرون , والسلبيات محزنة ومؤلمة على مستوى العقول والقلوب في أبنائنا !!
فكيف نغير واقع شعوبنا العربية إلى الأفضل ! والأسئلة في هذا المجال كثيرة مثلاً : ماذا قدمت دور النشر لمساعدة المتعلم من خلال التقنية الحديثة ؟ ! لقد طورنا مكتبة للتعليم الإلكتروني سميناها " نور " ووقعنا اتفاقية مع ( 800 ) دار نشر في العالم العربي من أصل ( ألفين ) بينما إيران وحدها تمتلك ( 12000) ألف دار وتدعم المؤلف ب75% من تكاليف النشر .... فأين نحن من هذا ؟ ! إنَّ المحتوى التعليمي العربي يحتاج إلى وقفات ؟ ! وأطفالنا وأبناؤنا هم أكثر عرضة لخطورة التقنية الحديثة , ولعلكم سمعتم بالمخدرات الرقمية , وهي عبارة عن مقطوعات موسيقية تخاطب العقل فتمنحه شحنات .... حتى تجعل الجسم الإنساني خارج تحكم صاحبه به , ويفقد خاصيّة التركيز ... فماذا نحن صانعون أمام هذا .... وماذا لدى المربين والمعلمين لقطف ثمار التقنية في هذا العصر , عصر السرعة والتطوّر ؟!
معرفة بلا حدود
وفي مشروع ( معرفة بلا حدود ) في جامعة الملك سعود الذي يهدف إلى إدخال التقنية الحديثة في التعليم , وقعنا اتفاقية مع عدد من الجامعات , ودرّبنا مدراس , ولكن بعض هذه الجامعات والمدراس لم تكمل معنا عندما عرفت أنّها ستدفع ،مع أن التكلفة لم تكن باهظة بل قليلة نسبياً أمام التطور الحقيقي في الاستثمار بأبنائنا الطلاب , إننا نحتاج في التعلم الإلكتروني في مجتمع المعرفة لأن ننقل طلابنا من كونهم عارفين إلى عالمين , أي شيء عن كل شيء , وإلى قادرين أو مؤهلين للمعرفة أي يستطيعون أن يبحثوا أو يحللوا بل يصنعوا المعرفة ذاتها .





وقفات وحوارات

وفي الختام , أثارت المحاضرة عدداً من الحوارات والأسئلة التي أجاب عنها الضيف الدكتور عبدالرحمن المطرف , وذلك بعد وقفة قليلة مع ترحيب الأستاذ حسين باجنيد بالمحاضر , وروّاد الندوة نيابة عن أبيه الوفيّ عميد ( الوفاء ) منذ أكثر من عشرين عاماً .
وبدأ المداخلات الأستاذ أحمد مشهور الذي أشار إلى أن التقنية الحديثة ستدمر الأخلاق إن لم تستخدم في الخير ضمن ضوابط واضحة محددة ..... كما سأل عن تأثير ذبذبات الجوالات الذكية والتلفزيونات على صحة الناس المستخدمين ؟ ! وتحدث الأستاذ زين العطاس عن ضعف أبنائنا التلاميذ في القراءة والكتابة حتى الصف السادس ... ثم سأل : أليس للتقنية الحديثة دور في عدم استخدام القراءة والكتابة كما ينبغي ؟ !
أمّا الأستاذ منير المهنا فتحدث عن تجربة أبنائه في إحدى الولايات الأمريكية , إذ اعترض المجلس التعليمي هناك على استخدام التقنية الحديثة إلا في حدود بحيث تجتنب مخاطرها على الطلاب , وهناك أساتذة كبار وأطباء اعترضوا على استخدامها لما فيها من مخاطر واضحة .
أمّا الدكتور سعيد باسماعيل فقال : ليس عندنا خطة واضحة للتعليم الإلكتروني , الأجهزة عندنا غير مهيأة للبرامج النافعة , في تركيا صمموا برامج رائعة ومفيدة لأجهزتهم ... حتى المدرسين عندنا غير واعين لأضرار التقنية , وتحدث المهندس محمـد باجنيد بأن هناك نماذج من أفراد أو مؤسسات استطاعت التحديث السريع لبعض البرامج مثل : مشروع ( الإسلام سؤال وجواب ) فهو موضوع في لغات كثيرة متعددة , وهو برنامج ناجح , كذلك أرى أنه لا بدّ من التركيز على المحتوى النافع , ولدينا متخصصون , وهنا أسأل : ما تأثير عدم وجود حماية فكرية على المحتوى , وحقوق المؤلف من السرقات في بلادنا العربية ؟ وما تأثير التعليم الإلكتروني على الكتاب المطبوع ؟ !
وأشاد الأديب الأستاذ شمس الدين درمش بالمحاضر فما قدمه هو همّ الجميع كما قال , وكلنا نريد أن ننهض , ويبدو أنّنا نتطور شكليّا وليس جوهرياً ورأينا الفرق الكبير بيننا وبين إيران في دور النشر , وما يسوءنا أن نبقى متأخرين والجميع يتقدم وما لاحظته أن التعليم الورقي لدينا أصبح يتراجع بكثرة أخطائه ولعلي أوافق المحاضر أنَّ الخطط في عالمنا العربي كثيرة ولكن أين التنفيذ والتطبيق ؟ !



التصنيفات

ذات صلة

أضف تعليق