الاتجاهات المستقبلية لمدينة الرياض

الاتجاهات المستقبلية لمدينة الرياض
الاتجاهات المستقبلية لمدينة الرياض
بسم الله الرحمن الرحيم
في ندوة (الوفاء ) الثقافية :
المهندس إبراهيم الشايع يحاضر عن : ( ملامح التنمية المستقبلية الموجهة في الرياض )
الرياض : محمد شلال الحناحنة

أقامت ندوة ( الوفاء ) الثقافية في الرياض ضمن لقاءاتها الأسبوعية الدورية محاضرة بعنوان : ( ملامح التنمية المستقبلية الموجهة لتطوير مدينة الرياض ) ألقاها المهندس إبراهيم الشايع مدير برامج الإدراة في الهيئة العليا لتطوير الرياض وذلك مساء الأربعاء 2 / 3 /1436 هـ , وقد أدار اللقاء الدكتور أحمد الحازمي , وحضرها نخبة من المفكرين والمثقفين والإعلاميين , وعشرات من رواد الندوة وجمهورها .





الرياض مدينة التطور والثقافة والاقتصاد

بعد حمد الله والصلاة على نبيه خير المرسلين صلى الله عليه وسلــم , بدأ المهندس إبراهيم الشايع محاضرته بشكر عميد الندوة الشيخ أحمد محمد باجنيد وابنائه المخلصين على دعوتهم , كما شكر الحضور جميعاً وقال : في الرياض تطور حضاري وعمراني واقتصادي وثقافي متسارع , وحين نذكر مدينة الرياض لا بد أن نذكر سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لما له من دور عظيم في تقدم وتطور المدينة , أما تاريخ تأسيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض فكان عام 1394 هــ بموجب قرار من مجلس الوزراء آنذاك , ولو نظرنا لمدينة الرياض عام 1950 م فلم تكن إلا قصر المربع , وما حوله من مزارع بما لا تتجاوز مساحتها كيلو متر مربع واحد , وهي حي الديرة اليوم , وكان وادي البطحاء أحد الروافد الرئيسية لوادي حنيفة , وقامت المدينة في تلك الفترة على أنشطة بسيطة مثل الزراعة والتجارة ولم يتجاوز سكانها عشرين ألفاً واليوم أصبح عدد سكانها 5,9 مليون نسمة , ولعلنا نقف أمام تطور الرياض من خلال هذه الإحصائيات والأرقام :
1-لقد توسعت المدينة توسعاً كبيراً منذ توحيد المملكة حتى اليوم فإرتفع معدل النمو من 4% إلى 8% وهو معدل مرتفع عالمياً .
2-أما نسبة السعوديين في الرياض فهي60% ونسبة الإخوة غير السعوديين 40%.
3-وقد بلغت المساحة المطورة في المدينة 1297 كم2.
4-وارتفع عدد الوحدات السكنية في الرياض إلى 960 ألف وحدة سكنية .
5-أما عدد الرحلات المرورية فبلغت 7,4 مليون رحلة يومياً .
6-وبلغ استهلاك المدينة من مياه الشرب 1,8 مليون متر مكعب في اليوم .
7-بالنسبة لمخططات تطوير الرياض فقد وضع أول مخطط تطويري توجيهي من بداية التسعينات ثم تلاه مخطط توجيهي ثان عام 1400هــ , وقد عمل أول مخطط للمدينة من قبل مهندس يوناني , ومع النمو أنشئت الهيئة العليا لتطوير المدينة انطلاقاً من مسؤوليتها نحو التخطيط والتطوير الشامل وقد أعدت مخططاً استراتيجياً شاملاً عام 1417هــ وفي عام 1423 هــ أصبح هذا المخطط هو الموجه لتطوير المدينة , كما وضعت استراتيجية في ذلك لخمسين سنة قادمة .





الرؤية المستقبلية للرياض

أشار المحاضر المنهدس إبراهيم الشايع إلى ستة عناصر تتضمن الرؤية المستقبلية في تطوير مدينة الرياض وهي ما يأتي :
1-علاقة الإنسان ( سكان المدينة ) بخالقهم الله عز وجل .
2-أن تقوم الرياض بدورها كعاصمة من أبرز العواصم في المنطقة .
3-أن تصبح الرياض مركزاً للإشعاع العلمي والحضاري .
4-إن تكون واحة زراعية مخضرة دائماً .
5-أن تنهض لتكون مركزاً مالياً اقتصادياً جاذباً .
6-أن تبقى مدينة جميلة دائماً .





وقفات استراتيجية

وتحدث المحاضر عن استراتيجيات في مدينة الرياض لتطويرها تتعلق بالسكان والنقل , والتخطيط العمراني وتتحدث هذه الاستراتيجات عن مناطق الرياض في وسطها , وحي السفارات , وحي المطار وغيرها .
كما ذكر أبرز المحاور في المخططات السابقة وهي :
أ‌-طريق الملك عبدالله
ب‌-طريق ديراب
ت‌-طريق الحائر
ويظل هذا المخطط الاستراتيجي مخططاً مرناً يوجه التنمية في العمران والنقل , والاقتصاد , والبيئة , والمرافق العامة .
أما الاستراتيجيات الحديثة فمن أبرزها ما يلي :
1-تطوير مركز الملك عبدالله المالي ليكون بمساحة 1,6 مليون متر مربع ليكون مركزاً مالياً وتجارياً مزدهراً ولتكون مدينة الرياض عاصمة مالية إقليمية في المنطقة العربية , ولتعد من أقوى عشرين دولة في تطور الاقتصاد العالمي.
2-تطوير طريق الملك عبدالله ليكون عصباً مالياً رئيسياً نشيطاً.
3-تنفيذ العديد من ممرات المشاة ليعكس إنسانية مدينة الرياض .
4-تطوير الدرعية التاريخية لتصبح أكبر عناصر الترويج السياحي .
5-تنفيذ مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام ( القطار والحافلات )
6-إعداد خطة شاملة للإدارة المرورية تهدف إلى تنفيذ تطبيقات للحركة في جوانب مختلفة .
7-تنفيذ مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة بطول 80 كيلو متر بعد أن كان مصدر إيذاء للسكان والناس ليتحول إلى مكسب بيئي.
8-تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع التأهيل البيئي لوادي نمار ووادي لبن .
9-ترسية منتزه الأمير سطام بن عبدالعزيز لتنفيذه في وادي لبن بمساحة 800 ألف متر مربع .
10-تنفيذ مئة مخيم بري كمرحلة أولى من المخطط الرئيسي لتطوير منتزه الثمامة .
11-تنفيذ مشروع تقنية الاتصالات والمعلومات .
ولعل هذه المشاريع الكبيرة تتناسب مع تطور المدينة وزيادة سكانها , ويتوقع أن يصل سكان الرياض عام 1450هــ إلى 8,5 مليون نسمة , ومساحتها إلى 2500 كيلو متر مربع , وستبلغ عدد الوحدات السكنية إلى 1,5 مليون وحدة , وتستهلك المدينة من مياه الشرب مليونين متر مكعب في اليوم الواحد .




الحوارات والمداخلات

استطاع المحاضر المنهدس إبراهيم الشايع أن يثير عشرات المداخلات والأسئلة في ختام اللقاء , وقد أجاب عن معظمها بهدوئه واتزانه وقدراته المعتادة , وبدأت بمداخلة الأستاذ أحمد مشهور الذي تحدث عن الجانب البيئي في الرياض قائلاً : إنه هو المشكلة ومنها : المصفاة , والصرف الصحي والعزل الحراري ! ثم سأل : لماذا غرب الرياض منسي مثل ديراب بينما كل المؤسسات والوزرات على طريق الملك فهد , فأصبح الطريق مرهقاً ومتعباً ؟! كما أسأل عن انتشار التنقل في القطار في المستقبل الطريق ألا يخفف هذا من أسعار الأراضي ؟!
وشكر المنهدس محمد أحمد باجنيد الضيف المهندس إبراهيم الشايع على تلبيته لدعوة ندوة ( الوفاء ) لهذه المحاضرة , وحضوره دعم لها ،وسأل : ما دور هيئة تطوير الرياض في معالجة التلوث البصري الذي تسببه اللوحات الإعلانية المنتشرة في العاصمة الرياض , فالهيئة مسؤوليتها التطوير الشامل , فلماذا لا تنفذ خططها من خلال توزيعها على جهات قادرة متخصصة ....؟! كما أشير إلى دور المواطن والمقيم في المحافظة على جمال الرياض ونظافتها !
وسأل أحد الإخوة هل هناك توجه إلى إقامة مبان سكنية رأسية ؟! وتحدث الأستاذ الأديب / شمس الدين درمش أنه علم في مدراس ( عرقة ) منذ عام 1402 هــ , وقد لاحظ أن هذه القرية تطورت ونمت في سكانها ومدارسها , ولكنها لم تنم في المرافق العامة , فالبلدية ما زالت مستأجرة , وكذلك مركز الشرطة ...... مما سبب ذلك ..... ؟ كما أسأل عن مصير كثير من الأبنية والمشاريع المقامة في وسط وادي حنيفة أمام هدير السيل ؟
فما الإجراءات الهندسية المتبعة للوقاية من سيل الوادي ؟!
أما الدكتور سعيد باسماعيل فقد عبر عن شعوره بالكآبة والحزن حين يذهب إلى مسجد الراحجي ويعود ليستغرق الطريق ساعة ونصف بسبب الازدحام الذي جاءنا من كثرة الحفريات لتطوير النقل كطريق القطار أو غيره .... فمتى نرتاح يا ترى ؟!
وقال الأستاذ علي باسلم : ذكر ابن خلدون أن الشمال يتميز بالتطور دائماً والجنوب فيه الصناعات والأعمال البسيطة , ونحن في الرياض نرى أن المؤسسات الحكومية من وزارات ودوائر تكاد تكون كلها في الشمال , ويعاني أهل الجنوب من فقدان هذه المرافق من مستشفيات ومشاريع ضرورية .... فلم يحدث هذا ؟! كما أنني أسأل : أين وصل مشروع القطارات ؟!
كما سأل بعض الإخوة : ما المشاريع التي ستقام في حي المطار القديم ؟! وهل سيكون طريق الأمير سعد بن عبدالعزيز مثل طريق الملك عبدالله ؟! أما الدكتور يحيى أبو الخير فقد عبر عن حبه وعشقه لمدينة الرياض ,وقال :حين أكون فيها لا يصيبني حزن أو كآبة .... وبالعكس عندما أرى التحويلات في طريق الرياض أشعر بالسعادة , لأن هذا الشارع سيتطور , سيصبح جديداً ومشرقاً في تطوره , ومدينة الرياض هي من أجمل المدن كما أراها وليست كئيبة , يتوفر فيها كل شيء .... وسؤالي : هل تطورت الرياض دون تخطيط , وما قاله الأديب شمس الدين درمش يدل على أن البلد يتطور , وفيه خير كثير , والتطور الحقيقي لا بد له من النماذذج الرياضية المسبقة حتى نصل لما نريد من التطور .... كما ينبغي أن نسأل : ما معدل التطور في المستقبل لهذه المدينة ؟! إننا لم نتعرف على ذلك بعد ؟! وكذلك سأل الأستاذ عبدالعزيز العمر :؛ متى ستحل أزمة السكن في الرياض ؟! وما دور هيئة تطوير الرياض في حل مشكلاتها سواء في المباني أو غيرها ؟
وأثنى مدير الندوة الدكتور أحمد الحازمي على المحاضرة ووصفها بالممتعة حقاً , وقال : أسئلة الحضور كانت رائعة , والإجابات كانت أكثر روعة !
وأخيراً شدا الأستاذ عبدالله بافضل أنشودة ( مدح الرسول صلى الله عليه وسلـم ) بإيقاع عذب , وصوت ندي , وقد نالت إعجاب الكثيرين واستحسانهم .


التصنيفات

ذات صلة

أضف تعليق