في ندوة " الوفاء " الثقافية :
(( الإعلام الجديد .... كيف نستفيد منه ؟! ))
الرياض : محمد شلاّل الحناحنة
أقامت ندوة " الوفاء " الثقافية الأسبوعية لعميدها الشيخ أحمد باجنيد ضمن لقاءاتها الدورية مشاركة مفتوحة لجميع روادها بعنوان : ((الإعلام الجديد .... كيف نستفيد منه ؟! )) وذلك مساء الأربعاء 4/6/1433هـ وقد أدار اللقاء المهندس محمد باجنيد ، وحضرها عشرات من المفكرين والإعلاميين والأدباء ورواد الندوة ومحبيها .
مع ( الوفـــاء ) حديث ذو شجون
ــ بداية ــ حمد المهندس أحمد باجنيد الله سبحانه وتعالى وصلى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مرحبا بالحضور ، وداعيهم للمشاركة جميعا في هذا اللقاء ثم أضاف : لقد كانت ندوة الوفاء منذ تأسيسها أيام المرحوم الأديب عبدالعزيز الرفاعي ندوة مفتوحة لا تحدد ضيفا معينا في موضوع محدد ، وكانت محط أنظار وزيارات كبار العلماء والأدباء منهم على سبيل المثال :
الشيخ ( أبو الحسن الندوي ) ، والفريق ( يحيى المعلمي ) ، والدكتور (مصطفى الزرقا ) ، والمفكر ( عثمان الصالح ) ، والشاعر ( عمر بهاء الدين الأميري ) ، وغيرهم كثير .
وفيما بعد رأى الإخوة القائمون على الندوة أن يكون هناك ضيف ، وموضوع يلقى للحوار والمناقشة ، وذلك منذ تشرف الوالد برعاية هذه الندوة الأصيلة ، وهكذا جاء تنظيمها وترتيبها للموضوعات والضيوف من خلال إعداد سابق لها .
مـــا الإعــــــلام الجــديد ؟!
تساءل المهندس محمد باجنيد : ما الإعلام الجديد ؟! ثم أجاب : هو الإعلام الذي مصدره الفرد والمجتمع ، وأدواته الصوت والصورة والتقارير ، مثل : ( التويتر ، والفيس بوك ، والتيوب ) ، ولعل من أبرز عناصر تفوقه التفاعل المباشر بسرعة كبيرة دون قيود ، وذلك بين المنتج والمتلقي .
ثم توقف مدير اللقاء المهندس محمد باجنيد لعرض مقطع فيديو عن الإعلام الجديد ، ومثّل العرض السعودية كنموذج في استخدام هذا الإعلام ، إذ رصدت أربع وثلاثون مليون عملية في البحث في ( قوقل ) يوميا في المملكة وحدها ، ووجد أن عدد السعوديين المستخدمين للفيس بوك ثلاثة ملايين ، ووجدت مواهب جديدة من خلال هذا الإعلام كالتصوير ، والفيديو ، والبرمجة ، وأنتجت في السعودية أعمال ومشاريع إعلامية مشرفة تنافس دولاً متقدمة ، وفي نهاية العرض حدد مدير اللقاء بعض المحاور لمناقشة الإعلام ، وكانت كما يلي :
1) سمات هذا الإعلام ، ومجالاته .
2) الفرص التي يتيحها هذا الإعلام في الجوانب الثقافية والإعلامية والاجتماعية والاقتصادية ، والدعوية ....... .
3) كيف نستفيد منه لاسيما الشباب ؟!! .
محطــــات في الحــــوار
وبعد هذه الإطلالة ، كان للحوار محطات عديدة منها :
تحدث الإعلامي مازن الجعيد فقال : في الإعلام القديم كالصحف والمجلات يمكن أن تعدل في كتاباتك ، بينما في الإعلامي الجديد لا تستطيع أن تعدل شيئا ، فهو ليس مراقبا ، بل نجد في الإعلام الجديد سوء أدب في الحوار لاسيما في الأسماء المستعارة التي تكتب في هذا الإعلام .
أما الأستاذ مهند محمد بافضل فأشار إلى أنه إعلام جديد ، وليست مجرد وسائل ، فهذا الإعلام يتميز بتقنيته العالية ، فقد ورد أن ربع الزيجات في أمريكا أصبحت عن طريق المواقع الاجتماعية ( الفيس بوك ) ، وقد ركزت الانتخابات الأمريكية الأخيرة على استخدام الإعلام الجديد ، فله تأثير عظيم في جميع نواحي الحياة .
وتحدث الدكتور راشد الريمي عن إدارة الإعلام الجديد من خارج بلداننا ، وقال : لاشك أن الإعلام الشعبي حقق نجاحات واضحة ، وكل واحد يمكن أن يساهم في الإعلام الجديد ، ومن عيوب هذا الإعلام الدخول إلى المجهول ، وفي هذا الإعلام تزييف أحياناً ، كما ينبغي أن يكون هناك دورات إعلامية متخصصة ، لأن التخصص مطلوب ، وهذا الإعلام الجديد جعلني أتابع رئيس الوزراء التركي .
وقال الأستاذ علي شمسان : مازال الإعلام القديم موجها من الجهات العليا! ، ثم تساءل ما الهدف من الإعلام ؟! ثم أجاب : هو توجيه الجمهور وإثارته ، فالإعلام يشكل تفكيرنا وآراءنا !! ، يقول ( هتلر ) في أحد كتبه : ما من عمل مخالف للفضيلة والأخلاق السامية إلا ولليهود دور فيه !! ، وهذا حقا ما يثبته واقع اليهود اليوم .
وتحدث الأستاذ الإعلامي صالح الجهني فقال : جئت للاستفسار أكثر من التعليق ، ولاشك أن الذي يقدر الأمور ويتحكم بها هو الله ، والإعلام هو للمعلومة ، والتسلية ، لكن نرى القليلين يستخدمونه لتحصيل المعلومة ، ليصبح الإعلام لنشر الدعوة لله ، ويمكن أن يفيد الإعلام الجديد العمل الفردي ، لأن العمل المؤسس مازال نادراً ، فهل نستخدم الإعلام المتاح للفائدة ؟!! .
وأشار أحد الإخوة إلى ضرورة تحصين المعلومة والبحث عنها بجدية ..... فهل هذا ممكن في ظل شراء الذمم في الإعلام الجديد ..... إذ أصبح سلعة تباع وتشترى ؟!! .
وقال الأستاذ عبدالله إبراهيم : إن قوة الإعلام الجديد واضحة فأضحى يغطي على الإعلام القديم .
وشكر الدكتور أحمد بافضل عميد الندوة الشيخ أحمد باجنيد ، والقائمين عليها ، وتحدث عن الثورات العربية التي هي عمل رباني ، وإرادة إلهية ، وأشار إلى تزوير الحقائق التاريخية في الإعلام القديم الموجه من السلطات المتنفذة .
وذكر المهندس محمد باجنيد بعض التجارب الناجحة في الإعلام الجديد في وقفة مع الشيخ جاسم المطوّع في التويتر ، ومنها : أن أحد الأزواج طلب من الشيخ أن ينصح زوجته بطاعة زوجها ، فهي تتابع كتابات الشيخ ومعجبة بها ، فنصحها الشيخ مما جعلها تطيع زوجها ، وتحسّن علاقتها به .
وشكا له أحد الشباب السعوديين إلى عدم نشر الصحافة لكتاباته ، مع أنه مبدع ، فوجهه لنشر كتاباته على التويتر ، ففعل ..... وأصبح معروفا ، لتتسابق الصحافة بعدها للاحتفاء به وبكتاباته ، كما شكا له أحد الإخوة معاناته في عدم إيجاده لعمل ، فقال له : ماذا تجيد من عمل ؟ فقال : الطبخ ، فدّله الشيخ لتسويق قدراته في الطبخ ، ثم فتح له الله أبواب الرزق من أوسعها بعد العمل بنصيحة الشيخ ، وهذا يدل على تأثير الإعلام الجديد ، ويثبت فوائده الكثيرة .
وأثنى الشيخ عبدالعزيز من حضرموت على الندوة وعميدها وإدارتها ، وروادها ، فاللقاء ساعة مباركة لخدمة منهج النبي صلى الله عليه وسلم والحمد لله أننا خير أمة أخرجت للناس . فلماذا لا نبذل وننفق في سبيل الله مثلما ينفق أعداء الله للصدّ عن دينه ، ولابد من حسن العرض والبذل .... لأن سلعة الله غالية .... ألا إن سلعة الله غالية .
وفي الختام شكر الشيخ محمد بافضل الشيخ أحمد باجنيد وأبناءه على دورهم الكبير وطرحهم لهذا الموضوع المهم جداً ...... وينبغي تذكر عنوان اللقاء :
(( الإعلام الجديد .... وكيف نستفيد منه ؟! )) فإن لم نستفد فسوف نخسر ، وحذار ... حذار من الانسياق خلف الإعلام الجديد دون تفكير !! .
احرصوا على أوقاتكم ... وأوقات أبنائكم .... ثم دعا الله لحفظ المملكة وولاة الأمر ، ودعا للحضور جميعاً .