بلادنا في عيون الرحالة العرب

 بلادنا في عيون الرحالة العرب
بلادنا في عيون الرحالة العرب
 بلادنا في عيون الرحالة العرب:


 
بسم الله الرحمن الرحيم
في ندوة : ( الوفاء ) الثقافية :
" بلادنا في عيون الرحالة العرب "
للدكتور منصور الحازمي
الرياض : محمد شلال الحناحنه

أقامت ندوة : ( الوفاء ) الثقافية لعميدها الشيخ أحمد باجنيد بالرياض محاضرة بعنوان : ( بلادنا في عيون الرحالة العرب ) ألقاها الأديب الدكتور منصور الحازمي ، وذلك مساء الأربعاء 2 / 1 / 1432 هـ ، وقد أدار اللقاء الإعلامي الدكتور عائض الردادي ، وحضره عشرات المفكرين والأدباء والإعلاميين ، وجمهور من رواد الندوة ومحبيها .
الرحالة العرب في بلادنا
بداية رحب عميد الندوة الشيخ أحمد باجنيد بالضيف الدكتور منصور الحازمي ، وبجميع الحضور ، أما الضيف فقد أثنى على عميد الندوة ، وأشاد بالدور الكبير الذي يقوم به ، دعما للثقافي الأصيلة ، ثم قال : بدأت مجموعة من إخواننا العرب الرحلات لبلادنا منذ عام 1901 م  ، وبعد منتصف القرن العشرين جاءت الرحلات العربية من خلال ثلاثة أنواع :
1-الحج والعمرة والزيارة.
2-الرحلات السياسية.
3-الرحلات الصحفية.
وجميع هذه الرحلات اشتركت في تصوير جوانب متعددة من حياة سكان بلادنا ، وهناك ثلاث صور للسكان في بلادنا لدى أصحاب هذه الرحلات ، . وهي
1-صورة البدوي المتخلف المخيف.
2-صورة الحاكم.
3-صورة الحضري.
ومن عوامل صنع هذه الصور :
1 الجهل السائد في جزيرة العرب آنذاك ، والتأخر الثقافي .
2- الخوف من طريق الحج الذي كان من اخطر الطرق إذ كان مهلكة للمسافر
3- قطع الطرق والنهب والسلب إذ كان البدوي لديهم مرادفا للصٍ لا قلب له ، والعربي هو الأعرابي القاسي المرعب .
4- التأخر الاقتصادي ، والفقر المدقع.
ويقول الرحالة أمين الريحاني : البدوي هو البعبع الذي تخوف الأم به أطفالها . ولعل عزلة البلاد وجهلها رسخ هذا الوضع ، وقد سمع محمد هيكل شعرا بدويا لم يفهمه ، فأطلق عليه " الرطانة "
وقفات أخرى
وتناول المحاضر الأديب الدكتور منصور الحازمي جوانب أخرى لبعض الرحالة العرب و منهم عبد القادر المازني الذي جاء وصفه غزليا بالبدويات في نجد ، أما مشكلة البدو بشكل عام فهي مشكلة الأمن ، وهي من أعظم المشكلات إذ أضحى البدوي برأي هؤلاء الرحالة هو مصدر الرعب والخوف للحجاج ، وصور دائما بصورة المجرم وقاطع الطرق لدى معظم الرحالة ، كما أنه متعصب للقبيلة .
ويصف أمين الريحاني في كتابه : ( ملوك العرب ) رحلته إلى الحجاز ، واصفا الحكم فيها أيام الشريف حسين ، وفي كتاب : ( مرآة الحرمين ) يتحدث مؤلفه إبراهيم رفعت عن وضع الحكم في الحجاز ، ويقول : شريف مكة سيد الجميع ينفي من يشاء ، ويعاقب من يشاء ، ويقرب من يشاء ، ويبعد من يشاء !
ويحدثنا محمد رشيد رضا عن الأيام الأولى في الثورة العربية الكبرى ضد الأتراك ، وهو يبدي إعجابه الشديد بشخصية الشريف حسين الذي أطلق تلك الثورة. 
وكتب خير الدين الزركلي في رحلته للحجاز فصلا في ضيافة الملك حدثنا فيه الشريف حسين إذ قابله في مكة بعد قدومه من فرنسا ، وأعجب بالحجاز مقارنة مع فرنسا .
 ويعطي أمين الريحاني صورة مشرفة للشريف حسين فيقول : يتميز باعتداده برأيه ، وحدته ، وثقته بنفسه ، وعدم تنازله للآخرين ،
 ويقدم صورة للملك عبد العزيز حين كان في ضيافته إذ دهش الريحاني بكرم الملك عبد العزيز وتواضعه ، وحبه للناس ، وابتسامته الدائمة ، وأعجب به إعجابا لا حد له ، أما أحكام الشرع فهي مطبقة على الجميع ويقول الريحاني : حكم ابن سعود لا يعرف إلا العدل ، والكل أمامه سواء !
 

صورة الحضري المثقف
وتحدثنا كتب الرحالة العربي عن الحجاز ، وعن صورة الحضارة فيها قالوا : لم يكن حال الحجاز يساعد على تطور الثقافة ، فلا ثقافة في مكة آنذاك ، ولا مكتبات ، وكذلك المدينة المنورة إلا القليل القليل ، ولم تكن الصحافة أحسن حالا ، فباستثناء صحيفة المدينة المنورة  في المدينة لا نجد صحفا أخرى،
 أما مكة ففيها صحيفة القبلة التي عمل فيها مجموعة من الصحفيين العرب مثل محب الدين الخطيب . بينما يقول الريحاني عن محمد ناصف وكذلك المازني يحدثنا عن عبد الله رضا ، وفؤاد حمزة ، وهيكل عن عبد الله البليهد ، 
وعبد القدوس الأنصاري ، ومحمد صالح القزاز ، ولعل ثقافة بلادنا في أواخر العهد العثماني هي ثقافة تعليمية أما الثقافة في بداية العهد السعودي فلم تجد الاهتمام من الرحالة العرب ، ولم نجد من يكتب عنها ، وكذلك بالنسبة للصحافة السعودية .
دف الحوار
وفي الختام ‘ أثار اللقاء المزيد من المداخلات والأسئلة بدأها الأستاذ الإعلامي
 عبد الكريم سمك إذ تحدث عن أمين سعيد حين دعي عام  1928 م  لزيارة نجد والحجاز ، كما تحدث عن دراساته التاريخية ، وعن مقالاته في مجلة عالم الكتب عن المملكة وتاريخها . 
أما الأستاذ حمد الصغير فقال : هناك من وصفوا المملكة عن بعد دون زيارتها ، ونرجو من سعادة المحاضر أن يتحدث عن التناقضات بين الرحالة العرب فيما كتبوا عن نجد والحجاز ، وكذلك هناك أخطاء في الأسماء .
وأشار الدكتور مرزوق بن تنباك إلى أن الرحالة العرب يأتون إلى بلادنا وفي أذهانهم صور مسبقة عنها مما سمعوه من الآخرين . وهم يخالطون فئة محدودة وواحدة ، ويصورون انطباعاتهم وليس الواقع  ، وهناك فروق ثقافية بين بلادهم وبلاد الجزيرة العربية .
أما الإعلامي الدكتور عائض الردادي فقد فند القول في بيان الصورة الأحادية الشاذة التي يصورها الرحالة العرب للمملكة ، وللبدو فيها ، وقد أورد بعض التناقضات الجلية فيها . 
وقال الأستاذ منصور العمرو : إن كتابات أمين الريحاني عن المملكة وهو في أمريكا متناقضة عما كتبه عنها وهو في بلادنا.
وتحدث الدكتور عبد الرحمن عمر باذيب عن امتلاكه لبعض الصور لبعض الرحالة العرب في زيارتهم للجزيرة .
وذكر الدكتور يحيي أبو الخير أن الرحالة العرب جميعا جاؤوا من بيئة واحدة ، وهناك فائدة كبيرة في كتاباتهم عن بلادنا.
دوحة الشعر
أخيرا ، أصغى الجميع للشعر ، وبدأ القصائد الشاعر جميل الكنعاني بقصيدته ( ويليكس ) متحدثا عن كشفه لجرائم الأعداء ضد أمتنا ، أما اللواء محمد حسن العمري فقد أبدع في قصيدته ( قالت لي الفصحى ) مادحا الفصحى ومستهزئا بالعامية . 
أما الضيف الأديب منصور الحازمي فقد أشعل جراحتنا بقصيدته العذبة المتميزة ( شالوم يا عرب ) التي عبرت عن وجع أصيل .

التصنيفات